اكاديميون لـ الاردن24: الخلل في آلية تعيين ومعايير اختيار رؤساء الجامعات.. والأسس غامضة
جو 24 :
وعبّر اكاديميون عن تخوّفهم من تلك المعايير التي قالوا إنها لا تراعي "الانجاز" كمعيار للمفاضلة، بقدر ما تحكم على الشخص من خلال عدد سنوات الخبرة والأبحاث فقط؛ خاصة وأن سنوات العمل الطويلة لا تعني نجاح "الموظّف" وتميّزه، إلى جانب أن "عدد الأبحاث" لا يعني النجاح الاكاديمي اداريا..
هديل الروابدة - لا زال الأكاديميون يترقبون بحذر ما ستحمله الأيام القليلة القادمة من نتائج عمل لجنة اختيار وترشيح رؤساء جامعات (اليرموك، العلوم والتكنولوجيا، والحسين بن طلال) برئاسة الدكتور محي الدين توق، وخاصة بعد انتقادات عديدة طالت - تحديداً - المعايير والأسس المعتمدة؛ حيث قالت اللجنة إنها اعتمدت ثلاثة معايير رئيسة هي "الخبرة الجامعية والعمل العام، الانتاج العلمي، والقدرات والصفات القيادية".
المعاني: الخلل في آلية التعيين ومعايير الاختيار
وزير التعليم العالي والتربية والتعليم ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق، الدكتور وليد المعاني، رأى من جانبه وجود خلل في آلية تعيين رؤساء الجامعات أصلا، مؤكدا ضرورة أن يكون تعيين رؤساء الجامعات بيد مجلس الأمناء، وذلك من خلال التنسيب بثلاثة أشخاص لوزارة التعليم العالي، لاختيار الأنسب، وليس مجلس التعليم العالي.
وأضاف المعاني لـ الاردن24 "من الأدلة على أن آلية اختيار رؤساء الجامعات وتقييمهم غير مناسبة، أن اللجان اختارت رؤساء جامعات جرى اقالتهم بعد ستة أشهر أو سنة على تسلّمهم المسؤولية في ظلّ غياب المعيار الواضح للنجاح الاداري"، مؤكدا على ضرورة أن يقع الاختيار على أشخاص أثبتوا نجاحهم الاداري في مواقع سابقة وليس من خلال فتح باب التنافس.
ورفض المعاني الحديث عن اعتماد لجنة اختيار وترشيح رؤساء جامعات (اليرموك، العلوم والتكنولوجيا، والحسين بن طلال) معياري الخبرة والانتاج العلمي من الأبحاث، قائلا إن هذين المعيارين لا يؤهلان العديد من الشخصيات الوطنية والادارية المرموقة لتولّي موقع رئيس جامعة!
ولفت المعاني إلى أن الأصل بشخصية رئيس الجامعة أن تتوفر فيه أربع صفات أهمّ من "سنوات الخبرة وعدد الأبحاث العلمية"، وهي أن يكون اداريا ناجحا، ويملك علاقات جيدة مع الناس، ولديه القدرة على إدارة الفريق، والقدرة على جلب أموال للجامعة، وأما ما دون ذلك "فليس له أي قيمة".
وأشار المعاني إلى حالات سابقة شهدت تعيين رؤساء جامعات حسب الطريقة الجارية حاليا، وقد تمّ تقييم رؤساء الجامعات اولئك وانهاء خدماتهم بعد سنة من تكليفهم، مؤكدا على أن "سنة واحدة لا تكفي للتقييم وانفاذ الخطط، كما أن تقييم رئيس الجامعة سلبا بعد عام واحد على اختياره يؤكد أن طريقة الاختيار خاطئة لكونها أفرزت هذا الرئيس".
وشدد المعاني على أن "عملية اختيار رؤساء الجامعات هي أساس النهوض بها، وليس التقييم، حيث أنه وفي عام 2005 مثلا تكررت حالات اقالة رؤساء الجامعات اثر عمل لجان التقييم والاختيار، وانعكس ذلك بشكل سلبي وملحوظ على مستوى التعليم"، لافتا إلى ضرورة أن يأخذ رئيس الجامعة فرصته قبل الحكم عليه بأن لا يتمّ استبعاده قبل انقضاء نصف فترة ولايته المقررة بأربع سنوات.
عويس: أسس غامضة
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق ورئيس اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية، العين الدكتور وجيه عويس، رأى أن الأسس التي تتبعها لجنة اختيار وترشيح رؤساء الجامعات يغلفها بعض الغموض، حيث أنها لم تعلن بشكل واضح ومفصّل للناس.
وأضاف عويس لـ الاردن24: "كنّا نتمنى لو أوضحت اللجنة تفاصيل أكثر عن الأسس التي اتبعتها قبل فتح باب التقديم لرئاسة الجامعات، حيث أن تقديم 106 أشخاص للمنافسة على رئاسات ثلاث جامعات يؤشر على عدم وضوح في المعايير".
وقال عويس: "كان يفترض أن تطلب اللجنة أيضا توصية من أصحاب الخبرة والباع الطويل في ادارة التعليم العالي لكلّ من المترشحين، وخاصة ممن خدموا كرؤساء جامعات سابقين وأثبتوا نجاحهم وضعوا بصمة طيبة في جامعاتهم.
ولفت عويس إلى أهمية أن يكون المتقدم قد خدم بمواقع ادارية في الجامعات كـ(عميد ، ونائب رئيس) وأن يتمّ قياس انجازاتهم في فترة خدمتهم، معبّرا عن أمله في أن تتمّ عملية الاختيار بنزاهة وشفافية، تطبيقاً للرؤى الملكية السامية وانحيازا للمصلحة الوطنية.
لجنة الاختيار والترشيح: اعتمدنا الخبرة والانتاج العلمي
وفي الوقت الذي قال فيه وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي إنه على الحياد ولا يتدخل بعمل اللجنة، أصدرت لجنة اختيار وترشيح رؤساء جامعات (اليرموك، العلوم والتكنولوجيا، والحسين بن طلال) بيانا صحفيا، الأحد، تناولت فيه الانتقادات التي طالت عمل اللجنة، مشيرة إلى أنها وحتى اليوم لم تنتهِ من اجراءات اختيار وترشيح رؤساء الجامعات.
وأضافت اللجنة في البيان الذي وصل الاردن24 نسخة عنه إنها التزمت التزاما كاملا بما ورد في كتاب تكليفها والشروط المرجعية لشغل موقع رئيس الجامعة، بما في ذلك شرط استقطاب التمويل الخارجي للمشاريع الجامعية، لافتة إلى أنها حددت ثلاثة معايير كبرى لتنسيب المرشحين هي: "الخبرة الجامعية والعمل العام، الانتاج العلمي، والقدرات والصفات القيادية".