تسحيج اكاديمي
جامعة البلقاء التطبيقية قرّرت إدراج الأوراق النقاشية التي طرحها الملك في مساق التربية الوطنية الذي يدرّس في كليات الجامعة، اعتبارا من بداية الفصل الدراسي المقبل.
يبدو أن إدارة الجامعة لم تدرك الدلالة اللغوية لمفردة "نقاشيّة"، والتي لا تعني بأي حال من الأحوال اعتبار تلك الأوراق بمثابة الحقيقة العلميّة أو توظيفها في سياق التعبئة الأكاديميّة كما تتصوّر الجامعة.
الأوراق النقاشية التي طرحها الملك يفترض قبل أي شيء آخر أن تناقش -انسجاماً مع عنوانها على الأقلّ- غير أن هوس اصطناع الولاء دفع البعض إلى التعامل مع المسألة على أنّها "دوغما" تلخّص جوهر الحقيقة المطلقة !!
ولكن المصيبة أن يهيمن هذا المنطق على الجامعات، التي يفترض أنّها تأسّست قبل أيّ شيء لتسليح الطلبة بالعلم وتوسيع مداركهم عبر النقد والتجربة والاختبار، أمّا صناعة "التعبئة الأكاديميّة" والتلقين المبرمج، فهو ما يدعونا بكلّ أسف إلى الترحم سلفاً على مستقبل الاجيال الصاعدة !!