jo24_banner
jo24_banner

إنجازات جعفر حسان ستخرجنا من عنق الزجاجة!

إنجازات جعفر حسان ستخرجنا من عنق الزجاجة!
جو 24 :
تامر خرمه - تسجيل الإنجازات يختلف عن تحقيقها، فعندما تقوم جمعية ما برفع تقرير للجهات "المانحة"، لتستعرض الصولات والجولات "الدونكيشوتية"، بهدف تبرير الإنفاق المترف على الدورات وورش العمل، فإن هذا "بزنس" مفهوم، ولكن ليس هذا ما تفعله الدول. 

البناء الحقيقي، بعد قراءة الواقع وإدراكه، هو الدور الأساس لأية دولة تطمح بالتطور، أو حتى البقاء. والإنجازات هنا ينبغي أن تكون حقيقية.. واقعية.. وليس مجرد كلمات تستعطف "المتصدقين"، من قبيل "من شأن الله تعال"!

نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، جعفر حسان، تحدث عن 14 إنجازا "حققتها" حكومة الملقي في شهر آذار الماضي، من بين 18، تهدف لتحفيز النمو الاقتصادي. ولكن مهلا، هل من بين هذه "الإنجازات" ما يحرك عجلة الاقتصاد، ضمن برنامج واضح البوصلة ومفهوم المعالم؟ وهل لتلك المنجزات الـ14 علاقة برفع أسعار البنزين والمشتقات النفطية وفرض قرش اضافي عليها أم أن علاقتها تقتصر على رفع تعرفة الكهرباء فلسا واحدا لكلّ كيلو واط؟!

ما نوه به الرجل يقتصر على افتتاح مراكز تدريب بالتعاون مع القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية -بالطبع- لاستمرار عطف الجهات المانحة، وقضايا إجرائية أخرى، كتجميع شركات النقل والشحن في ساحة واحدة، وما إلى ذلك من مهام تستطيع أية بلدية توليها.. ولكن لنكن منصفين، رجل الاقتصاد وعد بتوظيف 5000 أردني، من بين 30% من شباب الوطن العاطلين عن العمل، برعاية المنظمات غير الحكومية!

لا نعرف أين هو التحفيز الاقتصادي الذي قامت الحكومة بدعمه خلال الشهر الماضي، فكلّ ما لمسناه كأردنيين هو ارتفاع أسعار البنزين والكهرباء بالرغم من انخفاضها عالميا، إلى جانب بدء قطاعات اقتصادية حيوية اعلان برنامج احتجاجي تصعيدي بعدما وصلت أحوالها إلى طريق مسدود، لم يعد الصمت معه ممكنا.

هذا هو تقرير الحكومة للشعب المقهور من عبثها بقوته ومستقبل بلاده.. ليس المهم وقف العجز الاقتصادي النازف، ولا استمرار مسلسل تفاقم المديونية، أو اعتماد الاقتصاد الأردني على ضريبة المبيعات قبل أي شيء آخر.. مراكز التدريب هي الحل من وجهة نظر الفريق الاقتصادي الحكومي!

الحكومة التي فشلت حتى في حماية خبز الناس، تدعي إمكانية حل الأزمة التي تسببت بها مثل هذه السياسات، عبر اتفاقيات وقعت مع جهة مانحة هنا، أو منظمة حكومية هناك، من أجل "تدريب" من "شلح" آماله وأحلامه، ووعده بعمل يستغرق حياته، وحصة الأسد من دخله الذي لا يذكر، لتسديد فواتير حكومات الإنجازات التي أيضا لا تذكر!
 
تابعو الأردن 24 على google news