الإعلام الاردني .. وحملة الدفاع عن الكردي !!
تامر خرمه- حملة إعلاميّة غريبة انخرط بها عدد من وسائل الاعلام الاردنية المقروءة والالكترونية لتلميع صورة رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات السابق، وليد الكردي، المتّهم بالاستثمار الوظيفي.
الحملة سلّطت الضوء -عبر إعلانات مدفوعة الأجر- على صفحة يتداولها البعض عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، لتنشر دفاعاتها عن الكردي عبر استخدام مفردات قانونيّة، وعرض شهادات مجزوءة، تصوّر المتّهم على أنّه بريء من قضيّة الفوسفات براءة الذئب من دم يوسف !!
ما وصل إليه الإعلام الرسمي يدعو إلى الرثاء في حقيقة الأمر، فغياب المهنيّة لم يعد وحده ما يسيء لهذه المنابر، بل وصل بها الأمر إلى محاولة تزييف الوعي من أجل حفنة دنانير.
وفي الوقت الذي تشتدّ فيه الحملة الموجّهة ضدّ الإعلام المستقلّ، حتى وصل الأمر إلى إقرار قانون مطبوعات عرفيّ تعود أبجديّاته لحقبة بائدة، يتجاهل صنّاع القرار إمعان الإعلام الرسمي في ممارساته الغريبة، التي وصلت إلى درجة نشر إعلانات مدفوعة الأجر لتلميع من انتظر الناس طويلا مثوله أمام القضاء.
الترويج لحملات غريبة تتّخذ من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتلميع الكردي، جاء في وقت بلغت فيه حالة الاحتقان الشعبي أقصى درجاتها، نتيجة تفاقم الفساد ونهب موارد الدولة ومؤسّساتها.. وفي نهاية الأمر يجد المواطن نفسه مضطرا لدفع ثمن الأزمة الناجمة عن استشراء الفساد من قوته اليومي، عبر ضرائب لا تنتهي، واستعار مستمرّ لأسعار مختلف السلع الأساسيّة !!
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. ترى هل هذا الإعلام الذي تريد حكومة الظلّ تكريسه وفرضه عبر قانون الرأي الواحد، الذي يستهدف تصفية كافّة وسائل الإعلام المستقلّ ؟! وهل سيتحمّل صنّاع القرار النتائج المترتّبة عن الوصول بالإعلام الأردني إلى هذا الواقع البائس ؟!
