jo24_banner
jo24_banner

الاصلاح في ظل الحب في الله

سالم الفلاحات
جو 24 :

النصح واجب على الفرد لازم للمجتمع ، تركه تقصير وخيانة ... وهو قد لا يكون مقصوداً لذاته إنما لما يترتب عليه من تصحيح واستقامة ... لذا لا يكون واضحاً إن ظن الشخص أنه بقوله أو نقده أدى ما عليه .. 
فقد سجل موقفاً وأعذر إلى الله أنه فضح المخطىء وعراه وأبان عواره .. إنما المطلوب فوق هذا بأن ينصح ويحرص على أن ينتفع الناس من نصحه وهذا فعل المصلحين البناة .. فقد كان عمر بن الخطاب الخليفة الراشد رضي الله عنه يدهن جملاً من أبل الصدقة بالقطران في حر الصيف ، فقال للأحنف بن قيس تعال وادهن معي فمن أعبد مني ومنك ؟ من أعبد منك ؟ وهو يدهن بالقطران وهو الأمير .. أو تريد الاصلاح كلاماً ونقداً ..؟
لا والله إنه الصبر والمصابرة والتواضع والرأفة بالمخطىء وتضخيم إيجابياته حتى تذهب الوحشة عنه فتوجهه نحو الخير والصواب.
أو تريد الاصلاح تهجماً وبحثاً عن المعايب وتضخيمها بحق الأخيار ؟ كما قال إياس بن معاوية لرجل يغتاب عنده أحد المسلمين : قال هل غزوت هذا العام الترك أو الروم قال : لا فقال أيسلم منك الفرس والروم ولم يسلم منك أخوك المسلم.
عندما تتعرض الأمة للابتلاء وتتكالب عليها الأمم وتنهشها من كل صوب وتحاك ضدها الفتن والمؤامرات يصبح لزاماً على كل غيور مخلص أن يستنفر طاقته وإمكاناته للاصلاح والنصح والتغيير ومحاولة رفع الأمة من كبوتها .. ولكن دون إرجاف أو تحامل أو يأس أو أخذ بالظن ، على أن يبدي استعداده لتحمل جزء من المسؤولية ، يبدأ بنفسه ويدعو غيره ويصبر على الأذى في الطريق ويصبر على ضعف الاستجابة.
وأما من يسّر الله له من ينصحهُ ويهدي إليه عيوبه ، فردأ كان أو جماعة أو تنظيماً أو نظاماً فليحمد الله أولاً وليشكر لناصحه ثانياً وليقبل هذا النصح على أي وجه كان ويؤديه على خير وجه ، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ).. ولا تعجز أن تكون كأبي ضمضم الذي كان يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا اصبح قال: اللهم إني قد وهيت نفسي وعرضي لك فلا يشتم من شتمه ولا يظلم من ظلمه ولا يضرب من ضربه ...
اللهم لا ترفع عنا سترك.. ولا تنسنا ذكرك " إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله" .

تابعو الأردن 24 على google news