jo24_banner
jo24_banner

حكاية مؤلمة من الخليل

ماهر أبو طير
جو 24 : لا تجد أغلبية المرضى الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية أوغزة، تغطيات علاجية، لا من السلطة الوطنية الفلسطينية الغارقة بالديون للمستشفيات الأردنية، ولا من غيرها، وكل يوم تأتيك قصة مؤسفة جداً لمرضى تقطعت بهم السبل، ولا يجدون علاجاً.

بين يدي قصة محزنة جداً لطفلة من الخليل تدعى «آية» عمرها سبعة شهور وهي قصة نفردها بين يدي القادرين والميسورين لعل أحدا يتبنى علاجها في المستشفى الخاص الذي تراجع فيه، وكلفة علاجها في عمليتين اثنتين لا تتعدى خمسة آلاف دينار، والأب لا يريد مالا في يده، وبإمكان اهل الخيرالتنسيق مع المستشفى والدفع له مباشرة من اجل ادخال الطفلة لإجراء العملية الاولى سريعا.

«اية» وصلت الى عمان قبل ايام فقط، ووالدها عامل حلويات، وبالكاد يتدبر نفقات حياته، وحالته مثل حالة الكثيرين من اهل الضفة الغربية وغزة، اذ تعجز مؤسسات السلطة عن معالجتهم، وفي حالات تضع سقفا ماليا منخفضا لتلك الحالات، وكأنه فوق الاحتلال وخراب البيوت، وما تعرض له هؤلاء طوال حياتهم، يأتيهم النقص في العلاج باعتباره بلاء فوق بلاء.

تعاني «آية» من انسداد في مجرى البول، وتوسع في حوض الكلية، ولابد من الحفاظ على وظائف الكلية بإجراء عمليتين، بين الأولى والثانية شهر واحد، وإلا فإن الطفلة مهددة بخسارة كليتها، وفي عمرها هذا فإن رفع الألم عن الطفلة وتبديد المرض، يبقى عملا مباركا عند الله تعالى، تتنزل بركاته على من يعطف على هذه الطفلة الصغيرة القادمة من الخليل وينقذها من وضعها الصعب.

الأب الذي يقيم في صويلح عند اقاربه، يعاني من وضع مأساوي على الصعيد المالي، ومثله الكثير من الآباء والأمهات الذين يجلبون اطفالهم للعلاج هنا في الاردن وينفقون كل مالديهم من مال، ولايكفي المال لإكمال العلاج.

الواضح أن هناك تقصيراً كبيراً من اكثر من طرف سواء السلطة الوطنية او حتى رجال الأعمال والميسورين من الفلسطينيين والعرب في العالم، الذين بإمكانهم التخفيف كثيراً من مصاعب هؤلاء والامهم.

«آية» طفلة الخليل تستجير هنا في عمان، بالله اولا، لعل هناك من في قلبه نور ورحمة، فيستجيب ويرفع الألم والمرض عن الطفلة، عبر تأمين كلفة العمليات، بخاصة أن القصة لا تخضع للتكسب ولا المتاجرة، لكون العائلة تريد دفع المبلغ للمستشفى مباشرة ـويمكن الاتصال بالأب عبر رقم هاتف (0786594924)، لترتيب التفاصيل مع المستشفى.

تبقى الأسئلة كثيرة، فأين مليارات الفلسطينيين في العالم، ومليارات العرب والمسلمين، حين لا تفيد بعلاج هؤلاء، ولمن يتم ترك أهل الضفة وغزة؟!

الأسئلة هنا لا تعد ولاتحصى، حتى نؤشر معا على الفروقات بين كلامنا وأفعالنا.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news