حول " العرب اليوم"
عند عودتي إلى الأردن لم أجد إلا في "العرب اليوم" بين الصحف اليومية مكاناً للكتابة، وكنت وما زلت ممتنة لفتح صفحاتها لي، خاصة بعد تجربتي الطويلة من المنع أو الفصل أو التراجع عن وعود بالعمل، متوقعة ومتقبلة ذلك، نتيجة لمواقفي وإصراري على استقلاليتي المهنية والسياسية.
لكن في نفس الوقت لا أستطيع الصمت بل و أريد أن أعبر عن قلقي الشديد من التطورات الأخيرة خاصة قرار فصل الزميل عدنان برية من عمله.
إن قرار الفصل، ومجمل التطورات، وما يقال عن وضع الصحيفة المالي، يثير أسئلة عن الأمن والأمان الوظيفي لكل العاملين في العرب اليوم ، وإن كنت لا أتحدث باسمهم.
علمت ، من اتصالاتي مع بعض المسئولين الرئيسيين في الصحيفة ونقابة الصحافيين، أن القرار لم يسبقه رسائل إنذار مكتوبة تتعلق بتقصير الزميل برية في عمله من حيث "تدني الإنتاجية"،وهي التبريرات التي أعطيت لكل من سأل أو يسال، مما يعني غياب للتدرج الإجرائي المطلوب قبل اتخاذ القرار، والذي بدونه، يصبح الفصل تعسفياً.
عدا أن القرار جاء في سياق حديث عن إعادة هيكلة الصحيفة، الذي يترتب عليها عملياً الاستغناء عن خدمات موظفين ، من صحفيين ومحررين وإداريين وعمال، مما يثير أسئلة جدية عن احتمالات عمليات فصل جديدة.
أعرف أن الصحيفة تتعرض لضائقة مالية شديدة، وأن جميع الصحف تعاني من أزمات مالية متفاوتة في شدتها، أدت في حالة العرب اليوم إلى تقليص الصفحات، والطلب من بعض الكتاب خفض عدد مقالاتهم ليتناسب عددها مع تخفيض المرتبات، لكن إذا كان الوضع في هذا السوء، فإنني أدعو إلى مكاشفة ومصارحة ووضوح حول الإجراءات المستقبلية.
إضافة إنني أدعو إلى معايير مهنية وشفافة، حتى لا تستهدف العملية، الأضعف، ليس من حيث الإخلاص والأداء، لكن من حيث، العلاقات كما يحدث للأسف في كثير من الشركات والمؤسسات في ظل غياب للشفافية والوضوح.
لماذا لا تعقد الإدارة اجتماعاً عاماً يضعنا في صورة الوضع، وعن معايير الفصل والاستغناء عن الخدمات، وكيف تنسجم مع قوانين العمل و القوانين الناظمة للمهنة؟
أليس هناك من إجراءات بديلة، لخفض النفقات قبل البدء بإجراءات الفصل وقطع الأرزاق كخيار الحل الأخير؟
هناك الكثير من الأسئلة، أتركها الآن لاجتماع أرجو أن تتجاوب الإدارة مع ضرورة الدعوة إليه، لأن العرب اليوم ، أصبحت لدى الكثير من العاملين فيها بيتهم و جزء من هويتهم، وليس فقط مصدر دخلهم ومعيشتهم، ولا يمكن التعامل معهم وكأنهم مجرد أرقام وأسماء طارئة.
ليس بإمكاني الصمت لأن ذلك يتعارض مع مبادئي، والتزاما بحقوق زملائي، وجميع العاملين دون استثناء، وانطلاقا من فهمي للوفاء والإخلاص للصحيفة التي أكتب على صفحاتها، أطالب بالأجوبة والتعامل بإنصاف مع الزميل برية وكل الزملاء والزميلات.