إرشيف زياد ابو غنيمة: كيف خطط ملحم التل ورفاقه لاغتيال كلوب باشا

إرشيف زياد ابو غنيمة: كيف خطط ملحم التل ورفاقه لاغتيال كلوب باشا

المصدر: كتاب " إربدي يتذكر "- تأليف : زياد ابو غنيمة رحمه الله

- الاحزاب العقائدية في اربد توزعت على تيارين اسلامي ويساري قومي

- لماذا فشلت محاولة محلم التل ورفاقه في اغتيال كلوب باشا

كانت الأحزاب العقائدية في إربد وجوارها تتوزَّع على تيارين رئيسيين ، تيار الأحزاب القومية واليسارية ، وتيار الأحزاب والقوى الإسلامية ، وإلى جانب هذين المحورين ظهر محور ثالث لم يصمد طويلا وهو المحور الإسلامي العروبي الذي تمثل بحزب الشباب العربي الإسلامي الذي أسَّسه إبن خالي ملحم التل وقد كنت على صغر سنـِّي أحد أعضائه في نفس الوقت الذي كنت أحضر لقاءات تنظيمية على مستوى الطلاب في جماعة الإخوان المسلمين ، وأذكر أن ملحم كلفني بطباعة كتيب مبادىء الحزب في دمشق التي كنت أتردَّد عليها مع أبي لزيارة عمَّي الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة الذي كان لاجئا سياسيا فيها ، وكانت مبادىء الحزب خليطا من مبادىء الإخوان المسلمين ومبادىء حزب البعث العربي الإشتراكي ، وقد ذكر لي الصديق قدري داود النابلسي أنه شارك في بدايات الخمسينيات مع ملحم التل وفتحي عبد الرزَّاق وإبراهيم الكردي وعبد الصمد أبو راشد في تأسيس تنظيم أطلقوا عليه إسم ( منظمة الشباب العربي ) تجمع مبادؤه بين العروبة والإسلام ، وذكر لي أن التنظيم قرر ذات فورة حماسية التخطيط لاغتيال الضابط الإنجليزي جون كلوب باشا الذي كان قائدا للجيش العربي والذي كان الأردنيون يُحمِّـلونه مسؤولية خسارة الحرب في فلسطين بسبب تواطؤه مع العصابات الصهيونية ، وتمَّ حسب رواية الصديق قدري النابلسي تكليف أحد شباب التنظيم بتنفيذ المهمة وزوِّد بمسدس ولكن العملية لم تتم حيث تبين أن المُسدس لم يكن صالحا للإستعمال ، ولم يمض وقت طويل حتى انتقل معظم المؤسِّـسين باستثناء ملحم التل إلى حزب التحرير بعد الإعلان عن تأسيسه في أوائل الخمسينيات ، وذكر لي الدكتور المهندس سفيان عارف التل الخبير الدولي في شؤون البيئة وتخطيط المدن أن هوس الحزبية دفعه وهو في الصف السادس الإبتدائي إلى تشكيل حزب وطني مع عدد من أترابه الطلاب منهم طارق علي نيازي التل ( نقيب المهندسين الزراعيين لاحقا ) ومحمد خير المقبل ( السفير لاحقا ) وياسين إسطنبولي ( السفير لاحقا ) وسليمان العمري ( المقاول لاحقا ) وسالم أبو السميد ( الموظف في السفارة الأردنية في إلمانيا لاحقا ) ، ولم يطلقوا إسما معينا على الحزب ، وكانوا يلتقون على ظهر التل ، ثمَّ استجابوا لدعوة الطالب الأكبر منهم سنا وصفا محمود النادي عبيدات ( الأستاذ الدكتور في الشريعة ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين لاحقا ) فنقلوا مكان إجتماعاتهم إلى إحدى غرف دار شعبة جماعة الإخوان المسلمين في عمارة جمعه في الشارع الهاشمي ، ولم يلبثوا أن التحق معظمهم بجماعة الإخوان المسلمين بعد سماعهم لمحاضرة من الشيخ منصور الحياري خلال إحدى زياراته لشعبة الإخوان في إربد ليصبحوا من الناشطين في قسم الطلاب في الجماعة في إربد .