العجارمة يردّ على انتقادات "ضبابية التوجيهي"
الدكتور نواف العجارمة
جو 24 :
خرج علينا الأخ الفاضل إبراهيم عبد المجيد القيسي يوم أمس بمقالة بعنوان (ضبابية التوجيهي)، والمنشور بجريدة الدستور يوم الأثنين7/2/2018، ورأينا ومن واجب حق الرد أن نوضح ما ورد في المقال من مغالطات تستوجب التوضيح راجيا أن يتسع صدره، شاكراً للأخ العزيز إبداعاته المتكررة حول الثانوية العامة، وإن كنا نحترم الرأي الآخر إلا أننا نرى أن كثيرًا مما ورد ينم عن عدم دراية كافية بما يجري في وزارة التربية والتعليم في ما يخص امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة وفي هذا المجال يمكننا أن نوضح ما يأتي:
اقرا ايضا:ضبابية التوجيهي
1- الغموض الذي يتحدث عنه الأخ القيسي والذي عزاه للتأخر في إصدار خطة الثانوية العامة للعام القادم هو في حقيقته شكل من التأني في اتخاذ القرار وطبخه على نار هادئة جدًا بعيدًا عن التسرع الذي قد يفضي إلى أخطاء، فتطوير الثانوية العامة يستند إلى رؤية ملكية وهو مطلب مجتمعي قبل أن يكون قرارًا تتبناه وزارة التربية والتعليم, وقد أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا في هذا الشأن وشكلت لجنة خاصة (لجنة تطوير امتحان الثانوية العامة) بتاريخ20/4/2017، ويرأسها معالي الوزير وتضم في عضويتها وزراء التربية والتعليم السابقين, ولجنة التربية النيابية ولجنة التربية في مجلس الأعيان ونقابة المعلمين وأساتذة مختصين في القياس والتقويم, ومدير القبول الموحد, ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وخبراء تربويين. ولذلك فإن القرار مر في خطوات تشاركية مع أصحاب الخبرة والإختصاص ولم يكن قرارًا متسرعًا.
2-يذكر الأستاذ ابراهيم أن المعارضة وجيهة لعقد الامتحان لمرة واحدة، فأود تذكيره إن كان ناسياً، بأن هذا القرار جاء تنفيـذًا لتوصيــات مؤتمــر التطــوير التربــوي، الذي عُقِـدَ فـي الفتـرة (1-2/ آب/ 2015)، والذي رعاه مشكوراً دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الله النسور، ثم أن قرر مجلس التربية والتعليم برئاسة معالي الدكتور محمد الذنيبات عقد امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لمرة واحدة في نهاية العام الدراسي في قراره رقم 69/2015 تاريخ 3/12/2015، وكان من مبررات التوصيات أن عقد الثانوية لمرة واحدة يقليل من العبء الدراسي الذي يقع على الطلبة، كما ويحد من التوتر والضغط النفسي والمجتمعي الذي يصاحب الامتحان.
3- قام معالي وزير التربية والتعليم من خلال عدد من اللقاءات والمناسبات بالتحدث عن حيثيات التطوير المنشود في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة. تبعها مجموعة من اللقاءات المفتوحة التوضيحية لفريق من وزارة التربية والتعليم في أقاليم الشمال والوسط والجنوب للطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي كان لها صدى إيجابي في إماطة اللثام عن التطوير الذي سيكون عليه امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة والإجابة عن كل التساؤلات التي تحيط بهذا الجانب.
4- في ما يخص التعديل على المناهج الذي يتساءل عنه الأخ القيسي ويطالب به، فنقول إن مناهج الثانوية العامة جديدة لم يتجاوز عمرها السنتين. علماً بأن الوزارة تعمل حالياً على ترشيق الكتب المعتمدة بما لا يخل بالمحتوى العلمي اللازم للطلبة بجعل بعض الفصول وحدات إضافية، وما زال الوقت متسعًا لذلك.
5- أما في ما يخص تعاطف الأخ القيسي مع الطلبة الذين بدأوا من الآن الاستعداد للثانوية العامة وهم يطالعون (المواد القديمة) فإننا نقول إنه من الناحية التربوية فإن هؤلاء الطلبة قد جانبوا الصواب في ذلك إذ إنهم الآن في الصف الأول الثانوي والسنة الدراسية لم تنتهِ بعد، والبدء من الآن بمطالعة مباحث التوجيهي يجعلهم يقفزون عن صف هو بمثابة تمهيد للتوجيهي وهم بذلك يفصلون التكامل الرأسي بين الصفين وما أسماها الأخ القيسي بالمواد القديمة هي في الحقيقة المواد الدراسية المعتمدة في العام القادم.
- إن التغيير الجذري لامتحان الثانوية وبما يحقق للامتحان مكانة مرموقة مرتكزٌ على تطور منهجي قابل للنمو المستقبلي، ومرتبطٌ بتطوير شامل لأدوات القياس، وتطوير مستقبلي للمناهج والكتب الدراسية وطرق التدريس، مما يمنح الامتحان مرونة علمية تمنحه تميزاً وتعطي للطلبة مجالاً للتعلم مدى الحياه، مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الإجراءات المتماسكه لامتحان الثانوية العامة، وهذا من شانه الحفاظ على هيبة الامتحان وسمعته.
كنت قد فكرت ملياً بعدم الرد، واعتبار أن ما كتبه الأستاذ القيسي مجرد رأي له الحق بالتعبير عنه، ولكني تراجعت عن ذلك لإيماني أن الحوار أسلوب حضاري متفق عليه، وهو فرصة لتقديم وجبة للقارئ، ووجدت لزاماً علي الرد لما ورد من أخطاء، ولأن المعرفة حق للجميع، فإني أرى ضرورة معالجة الأخطاء الواردة في ما كتبه حتى لا يتم تقديم معلومات خاطئة للجمهور، وفرصة لتقديم معرفة عميقة في قضايا عدة.خرج علينا الأخ الفاضل إبراهيم عبد المجيد القيسي يوم أمس بمقالة بعنوان (ضبابية التوجيهي)، والمنشور بجريدة الدستور يوم الأثنين7/2/2018، ورأينا ومن واجب حق الرد أن نوضح ما ورد في المقال من مغالطات تستوجب التوضيح راجيا أن يتسع صدره، شاكراً للأخ العزيز إبداعاته المتكررة حول الثانوية العامة، وإن كنا نحترم الرأي الآخر إلا أننا نرى أن كثيرًا مما ورد ينم عن عدم دراية كافية بما يجري في وزارة التربية والتعليم في ما يخص امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة وفي هذا المجال يمكننا أن نوضح ما يأتي:
1- الغموض الذي يتحدث عنه الأخ القيسي والذي عزاه للتأخر في إصدار خطة الثانوية العامة للعام القادم هو في حقيقته شكل من التأني في اتخاذ القرار وطبخه على نار هادئة جدًا بعيدًا عن التسرع الذي قد يفضي إلى أخطاء، فتطوير الثانوية العامة يستند إلى رؤية ملكية وهو مطلب مجتمعي قبل أن يكون قرارًا تتبناه وزارة التربية والتعليم, وقد أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا في هذا الشأن وشكلت لجنة خاصة (لجنة تطوير امتحان الثانوية العامة) بتاريخ20/4/2017، ويرأسها معالي الوزير وتضم في عضويتها وزراء التربية والتعليم السابقين, ولجنة التربية النيابية ولجنة التربية في مجلس الأعيان ونقابة المعلمين وأساتذة مختصين في القياس والتقويم, ومدير القبول الموحد, ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات