jo24_banner
jo24_banner

صورة التغريدة المفبركة وردة الفعل الرسمية: هناك ما هو أولى وأخطر..

صورة التغريدة المفبركة وردة الفعل الرسمية: هناك ما هو أولى وأخطر..
جو 24 :
أحمد الحراسيس - في بلادنا، تغيّرت الكثير من المفاهيم، وأصبحت الأمور تسير بعكس ما يفترض أن تكون عليه؛ فهذا نائب يهاجم الناس وزملاءه مدافعا عن سياسة حكومة الجباية، وذاك وزير لا يضيره ما تقوله مؤسسة رقابية عن تجاوزات في وزارته، وهناك صحفي يعتقد بصحة ما يقوله المسؤول دائما حتى لو كان ضدّ مصالح الناس، ومجلس أعيان يستنفر رئيسه بعد تداول "صورة تغريدة مفبركة نُسبت للملك"!
بالأمس، استهلّ رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، جلسة الأعيان بكلمة دعا فيها الحكومة للاسراع باقرار تعديلات قانون الجرائم الالكترونية وارساله إلى مجلس الأمة "لوقف الاساءات التي تمارس عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى أن "السكوت على مثل هذه الممارسات السيئة والاخبار المدسوسة، والمفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقصد الاساءة لمؤسساتنا ورموزنا السياسية والوطنية، والسماح لمرتكبي هذه الافعال الدنيئة بالافلات من العقاب والمحاسبة من شأنه ان يبعث برسالة سلبية للمجتمع تشجع الخروج على القانون".

المشكلة، أن الفايز ومن قبله الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة ومسؤولوها لم يُظهروا كلّ هذا الاستنفار والاستفزاز إلا بعد نشر صورة التغريدة المفبركة المنسوبة للملك، وكان الأصل بهم الاستنفار لما شهدته محافظة مادبا من خرق أمني ومظاهر يرفضها الأردنيون، والمسارعة إلى اخماد تلك الشرارة التي دبّت الرعب في قلوب كثير من الناس!
لم نسمع من مجلس الأعيان ورئيسه أي موقف مبدأي من تعديلات قانون ضريبة الدخل التي ستأكل من خبز الأردنيين وقوت يومهم، وسيضطر بعدها المواطن لحرمان ابنائه من بعض مستلزماتهم لأجل دفعها للحكومة، ولم نسع من الفايز تعليقه على المشكلة الرئيسية التي تسببت بكلّ اللغط الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي، ولم نسمع منه تعليقا على التخوفات والتساؤلات التي أثيرت حول حفظ خصوصية وسرية الاتصالات بين المواطنين، ولكن الرجل سارع بعد "الصورة المفبركة" لتسجيل موقف سمعناه من عدة مسؤولين لدى تعرضهم لانتقادات بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.

كان يكفي في قصة صورة التغريدة المفبركة أن يصدر الديوان الملكي تصريحا مقتضبا ينفي فيه صحة ما يجري تداوله، دون أن تستنفر الأجهزة الأمنية ونسمع لغة التهديد والوعيد التي وصل فيها "السيل الزبى"، ويُظهر مجلس الأعيان كلّ ذلك الاستفزاز ويطالب بتعجيل تعديل قانون الجرائم الالكترونية الذي اكتوى الصحفيون وكثير من المواطنين بناره..
تابعو الأردن 24 على google news