عائلة القزاز...خمسة قرون من رفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس
جو 24 :
ارتبطت عائلة القزاز بعملية رفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس منذ 500 سنة. ولايزال رجال هذه العائلة يتداولون على رفع الآذان عبر الأجيال. فراز القزاز هو أحد أفراد هذه العائلة، وهو ينادي إلى الصلاة ثلاث مرات في اليوم. فمن هو هذا الشاب الأنيق ذو الصوت الموهوب الذي يصدح يوميا على المدينة القديمة وجبل الزيتون؟
فرانس 24
ارتبطت عائلة القزاز بعملية رفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس منذ 500 سنة. ولايزال رجال هذه العائلة يتداولون على رفع الآذان عبر الأجيال. فراز القزاز هو أحد أفراد هذه العائلة، وهو ينادي إلى الصلاة ثلاث مرات في اليوم. فمن هو هذا الشاب الأنيق ذو الصوت الموهوب الذي يصدح يوميا على المدينة القديمة وجبل الزيتون؟
من هو فراز القزاز، مؤذن المسجد الأقصى وأحد أجمل الأصوات في القدس؟ كيف تحول إلى مؤذن وقارئ للقرآن في أعرق مسجد في العالم وعمره لا يتجاوز 31 سنة؟ ما هي قصته ولماذا فضل الآذان عن الغناء علما أنه لو خاض تجربة الطرب لنجح واشتهر؟
التقت فرانس24 بفراز القزاز مؤذن المسجد الأقصى العريق في فندق "السفراء" بالقدس الشرقية. قال: "الآذان قصة وراثية. أنا من الجيل الثامن. منذ 500 سنة عائلة القزاز هي التي تقوم برفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس".
يسكن فراز في شارع "السلسلة" القريب من الحرم الأقصى على بعد أمتار قليلة من باب "المغاربة" الذي دمرته إسرائيل لتفسح الطريق إلى حائط المبكى الذي يقصده اليهود من كل أنحاء العالم.
أسطح المنازل والبنايات القديمة في القدس
يتقاسم فراز عملية رفع الآذان مع والده البالغ من العمر أكثر من 80 سنة، فهو يرفع الآذان خلال صلاة الصبح والمغرب والعشاء فيما يؤذن والده مرتين فقط في النهار، أي خلال صلاة الظهر والعصر. يقول فراز الذي قرر أخذ عطلة قبل بداية شهر رمضان لكي يرتاح قليلا ويهيئ صوته وحنجرته للآذان خلال شهر الصيام، "بدأت الآذان صغيرا. كنت أرافق والدي إلى المسجد الأقصى وعمري لا يتجاوز 10 سنوات، ورفعت أول آذان في سن 12 ".
جاءت عائلة فراز من منطقة الحجاز بالسعودية وهي عائلة صوفية كانت تحب الذكر والغناء الديني. وترعرع في هذه البيئة الدينية الحميمية، وكبر وتعلم فن الإلقاء والذكر حيث كان يرافق والده خلال الأمسيات الدينية. "ذات يوم، طلب مني والدي أن أتلو القرآن وعمري 10 سنوات فقط، فاكتشف أنني أملك صوتا جميلا فشجعني وتعلمت منه".
"في القدس، الأحجار تتكلم عن الماضي"
رفع فراز الآذان للمرة الأولى وعمره لم يتجاوز 12 سنة. كان ذلك خلال صلاة العصر في فصل الشتاء والثلوج تتساقط بكثافة على مباني وشوارع القدس. لكنه لم يشعر بتوتر أو خوف كما قال. "كل الناس شجعوني ودفعوني إلى الأمام. لم أشعر أنني كنت في مسجد خاص بل في مكان عادي، واليوم أستطيع أن أقرأ القرآن أمام مليون شخص دون ارتباك".
كيف ينظر هذا المؤذن إلى الأقصى؟ "هناك فرق شاسع بين الماضي والحاضر. في السابق كانت هناك مدارس دينية قوية وعلماء يأتون من جميع الدول العربية لتدريس الدين ومشايخ يعلمون تقنيات حفظ وتلاوة القرآن. أما اليوم فالعلماء لا يمكنهم الوصول إلى القدس بسبب الحصار المفروض من قبل الجيش الإسرائيلي. أنا أشعر أنني تحت الحصار والبلد كله تحت الحصار"، وواصل:" في يونيو 2017، ازدادت حدة الحصار بعدما قررت إسرائيل بناء بوابات إلكترونية في مكان الأبواب العادية القديمة وكانت لا تسمح للمسلمين بالدخول إلى الأقصى عدا والدي".
وكيف يرى فراز دور الأقصى، هل هو سياسي أم روحاني؟ "بدون شك دوره روحاني، يجيب المؤذن الشاب. نرفع الآذان فيه وبمجرد أنك تقترب من الأسوار يختلف شعورك. أنا أشعر بأن الأحجار تتكلم عن الماضي والتراث وعن القدس قبل مئات السنين". ويضيف:" طبعا الأقصى يملك دورا سياسيا أيضا، لكن هو قبل كل شيء مسجد للعبادة والتقرب من الله وهي البوابة التي صعد منها الرسول إلى السماء".
"نحن كالسمك في الماء، إذا تركنا القدس فسنموت"
في عيون فراز القدس تتغير."وصلنا إلى مرحلة التهويد وهناك عقبات للدخول إلى الأقصى"، لكن رغم كل المعاناة لن نترك المدينة مهما كان الثمن. " أنا ولدت بالقدس ولا يمكن لي أن أترك هذه المدينة. سافرت مرة إلى جزر المالديف لكن بعد يوم فقط من البعد غادرت هذه الجزيرة وعدت إلى بلدتي. لم أستطع أن أصبر بعيدا عنها. نحن كالسمك في الماء، إذا خرجنا منها نموت. للقدس دلالات عديدة، إنها المكان الذي صلى فيه الأنبياء والرسل وصعد منه محمد إلى الأعلى وهي بوابة السماء ومكان للروحانية"
درس فراز القزازي في معهد الموسيقى "إدوار سعيد" بالقدس ثم سافر إلى مصر لاستكمال دراسته. وبالنسبة له كل مؤذن يجب أن يملك تقنيات معينة وأن يكون صوته قويا وموهوبا ويدخل إلى معهد تعلم الموسيقى.
ارتبطت عائلة القزاز بعملية رفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس منذ 500 سنة. ولايزال رجال هذه العائلة يتداولون على رفع الآذان عبر الأجيال. فراز القزاز هو أحد أفراد هذه العائلة، وهو ينادي إلى الصلاة ثلاث مرات في اليوم. فمن هو هذا الشاب الأنيق ذو الصوت الموهوب الذي يصدح يوميا على المدينة القديمة وجبل الزيتون؟
من هو فراز القزاز، مؤذنالمسجد الأقصىوأحد أجمل الأصوات في القدس؟ كيف تحول إلى مؤذن وقارئ للقرآن في أعرق مسجد في العالم وعمره لا يتجاوز 31 سنة؟ ما هي قصته ولماذا فضل الآذان عن الغناء علما أنه لو خاض تجربة الطرب لنجح واشتهر؟
فراز القزاز مؤذن المسجد الأقصى العريق في فندق "السفراء"بالقدس الشرقية. قال: "الآذان قصة وراثية. أنا من الجيل الثامن. منذ 500 سنة عائلة القزاز هي التي تقوم برفع الآذان في المسجد الأقصى بالقدس".
يسكن فراز في شارع "السلسلة" القريب منالحرم الأقصىعلى بعد أمتار قليلة من باب "المغاربة" الذي دمرته إسرائيل لتفسح الطريق إلى حائط المبكى الذي يقصده اليهود من كل أنحاء العالم.
أسطح المنازل والبنايات القديمة في القدس
يتقاسم فراز عملية رفع الآذان مع والدهالبالغ من العمر أكثر من 80 سنة،فهو يرفع الآذان خلال صلاة الصبح والمغرب والعشاء فيما يؤذن والده مرتين فقط في النهار، أي خلال صلاة الظهر والعصر.يقولفراز الذي قرر أخذ عطلة قبل بداية شهر رمضان لكي يرتاح قليلا ويهيئ صوته وحنجرته للآذان خلال شهر الصيام، "بدأت الآذان صغيرا. كنت أرافق والدي إلى المسجد الأقصى وعمري لا يتجاوز 10 سنوات، ورفعت أول آذان في سن 12 ".
جاءت عائلة فراز من منطقة الحجاز بالسعودية وهي عائلة صوفية كانت تحب الذكر والغناء الديني. وترعرع في هذه البيئة الدينية الحميمية، وكبر وتعلم فن الإلقاء والذكر حيث كان يرافق والده خلال الأمسيات الدينية. "ذات يوم، طلب مني والدي أن أتلو القرآن وعمري 10 سنوات فقط، فاكتشف أنني أملك صوتا جميلا فشجعني وتعلمت منه".
"في القدس، الأحجار تتكلم عن الماضي"
رفع فراز الآذان للمرة الأولىوعمره لم يتجاوز 12 سنة. كان ذلك خلال صلاة العصر فيفصلالشتاء والثلوج تتساقط بكثافة على مباني وشوارع القدس. لكنه لم يشعر بتوتر أو خوف كما قال. "كل الناس شجعوني ودفعوني إلى الأمام. لم أشعر أنني كنت في مسجد خاص بل في مكان عادي، واليوم أستطيع أن أقرأ القرآن أمام مليون شخص دون ارتباك".
كيف ينظر هذا المؤذن إلى الأقصى؟ "هناك فرق شاسع بين الماضي والحاضر. في السابق كانت هناك مدارس دينية قوية وعلماء يأتون من جميع الدول العربية لتدريس الدين ومشايخ يعلمون تقنيات حفظ وتلاوة القرآن. أما اليوم فالعلماء لا يمكنهم الوصول إلى القدس بسبب الحصار المفروض من قبل الجيش الإسرائيلي. أنا أشعر أنني تحت الحصار والبلد كله تحت الحصار"، وواصل:" في يونيو 2017، ازدادت حدة الحصار بعدما قررت إسرائيل بناء بوابات إلكترونية في مكان الأبواب العادية القديمة وكانت لا تسمح للمسلمين بالدخول إلى الأقصى عدا والدي".
وكيف يرى فراز دور الأقصى، هل هو سياسي أم روحاني؟ "بدون شك دوره روحاني، يجيب المؤذن الشاب. نرفع الآذان فيه وبمجرد أنك تقترب من الأسوار يختلف شعورك. أنا أشعر بأن الأحجار تتكلم عن الماضي والتراث وعن القدس قبل مئات السنين". ويضيف:" طبعا الأقصى يملك دوراسياسياأيضا، لكن هو قبل كل شيء مسجد للعبادة والتقرب من الله وهي البوابة التي صعد منها الرسول إلى السماء".
"نحن كالسمك في الماء، إذا تركنا القدس فسنموت"
في عيون فراز القدس تتغير."وصلنا إلى مرحلة التهويد وهناك عقبات للدخول إلى الأقصى"، لكن رغم كل المعاناة لن نترك المدينة مهما كان الثمن. " أنا ولدت بالقدس ولا يمكن لي أن أترك هذه المدينة. سافرت مرة إلى جزر المالديف لكن بعد يوم فقط من البعد غادرت هذه الجزيرة وعدت إلى بلدتي. لم أستطع أن أصبر بعيدا عنها. نحن كالسمك في الماء، إذا خرجنا منها نموت. للقدس دلالات عديدة، إنها المكان الذي صلى فيه الأنبياء والرسل وصعد منه محمد إلى الأعلى وهي بوابة السماء ومكان للروحانية"
درس فراز القزازي في معهد الموسيقى "إدوار سعيد" بالقدس ثم سافر إلى مصر لاستكمال دراسته. وبالنسبة له كل مؤذن يجب أن يملك تقنيات معينة وأن يكون صوته قويا وموهوبا ويدخل إلى معهد تعلم الموسيقى.
وعندما سألناه لماذا لم يخض تجربة الغناء والطرب؟ ضحك وأجاب:" لأنني تأثرت منذ ولادتي ببيئة دينية وأقوم بأمسيات رمضانية ولدي فرقة موسيقية دينية ونقيم حفلات رمضانية فضلا أنني أدرس البنات والولاد طريقة الغناء الديني".
فرانس 24