العاص.. الفنان بين الحاجة والإبداع
فنّانة في قمّة عطائها وشباب أغنيتها، كما تقول رويدا العاص المولودة عام 1965، كانت تردد لوالدها أغنياتها الوطنية، ويمنعها اتاريخها الفني أن تضحي بسيرتها الفنية!
تلوذ الفنانة الأردنية رويدا العاص لعرض ظروفها التي وصفتها ب(التعيسة جداً)، مبيّنةً أنّها ابنة الموسيقار جميل العاص، وأنّها الفنانة التي لا يجوز أن تظلّ أسيرة (بيت) لا تستطيع دفع إيجاره.
بعيداً عن ذكريات رويدا العاص، تقول، إن رحيل والدها عام 2004 تركها لا يعيرها المسؤولون انتباهاً أو تقديراً لعهدٍ مضى، كانت فيها- كما تقول- تغرّد، فرحةً من الدنيا بأغنية تمجّد فيها الوطن.
تتابع العاص وهي تبحث عن (وظيفة) في فرقة أمانة عمان، أو في القسم الموسيقي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بما يسمح لها عيشاً كريماً، تؤدي فيه أغاني تنضاف إلى (ولّتكَ الأمّةُ رايتها// فمضيتَ لتحمل رايتها// يا ابن الثوّار من الأبرار وهاشم يرقب صحوتها)، ولاقت نجاحاً شعبياً ووطنياً، مثلما لقيت أغانيها: (في ليلة في يوم)، و(زعلانة منّك)، و(الكذب حرام)، و(يا زغيّر يا مدلل)، لتحترق هذه الفنانة- كما تقول- بين همّين: الإبداع الغنائي وتأمين قوت اليوم.
حين أصل إلى ال 60 عاماً، سأكون احترقتُ تماماً، بضنك الحياة والبحث عن وظيفة، تقول العاص، موضّحةً أن (بيت الرواد) في أمانة عمان على سبيل المثال، يشترط أن يبلغ الفنان الستين عاماً قبل أن ينضم مطرباً براتب شهري في البيت الذي انضمّ إليه الفنانون: محمد وهيب، فؤاد حجازي، سلوى، وآخرون، قالت إنها تكن لهم الاحترام، لكنها من حقّها أن تكون على الأقل في فرقة وطنية تتبع المؤسسات الوطنية المهتمة بالأغنية والتراث.
10 أشهر، والفنانة، كما قالت، تبحث وما من فائدة، والغصّة تأكلها، حتى انطلقت تردد عبارتها المشهورة التي عرفها بها المسؤولون: (يا عالم، بدّي أعيش!!). كُرّمت هذه الفنانة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، والأمل يحدوها لأن تبحث عن (سكن كريم لفنان مخلص)، وهي تجهر بقولها بأن (بيتها دون أدنى مقومات الصحّة والصلاحية لأن تسكن فيه)، ومع ذلك تبقى تردد العاص (يا بلادي أنت حرّة// في جبين الدهر درّة)، وتغني: (يا فاتح قلبك للشعب// يا ما نوّرت النا الدّرب// حنا جنودك وانت الشعب// يا فاتح قلبك للشعب!)، وهي أغاني كانت غنّتها وعرفها بها الجمهور، قبل أن تدخل معترك الهم والفقر، والتجاهل.
الفنانة صاحبة ال60 أغنية، عدا الأوبيريتات، لا تغني إلا باللهجة الأردنية الشعبية، ولا تستطيع أن تغني الأغاني العربية المجاورة، مع أنها تستطيع، مهتمةً بالهويّة وإحياء أغاني ذلك الزمن الأصيل.
تختم العاص بأنّها غنت في مهرجان الأردن 2009، الذي عاد إلى مسمى مهرجان جرش، ولم تشارك فيه، بالرغم من أنه المهرجان الذي يتتبع الفنانين الشباب في برامج سوبر ستار وأراب أيدول وغيرها، مبينةً أنها تحترم إبداع الشباب، لكن ليس على حساب الفنان الأصيل. الراي