2024-09-03 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الجامعة العربية في حالة ضياع

طاهر العدوان
جو 24 : الاجتماعات الدورية لمجلس وزراء الخارجية العرب تثير الشفقة خاصة عندما يسحب الراعي الامريكي عنها الغطاء وتتحول الى مجرد خطب مملة لرؤساء الوفود الذين تنقل كلماتهم في بث حي ومباشر على الفضائيات في تجاوز واضح لمهنة الاعلام لأن (البث المباشر) يكون للأخبار العاجلة والمهمة، فما هو المهم في مثل هذه الاجتماعات غير إثارة الغم والهم في نفوس العرب بكل مكان !.

في بداية الثورة السورية كنا نشاهد عددا من الوزراء العرب وهم يتناوبون في الظهور امام الاعلام للحديث عن تأييد الشعب السوري وتقديم الدعم له، كان ذلك عندما ساد الاعتقاد بأروقة الجامعة بان امريكا ستقف من نظام الاسد نفس الموقف من نظام القذافي، كان حماس الدبلوماسية العربية في أوجه في ظل التسابق لأخذ المكانة والحظوة في ( الخطة الامريكية ) تجاه سوريا.

وعندما تبين ان أوباما لا يريد ان يكون لبلاده دور رئيسي وبانه ترك الملف برمته الى روسيا اختفت الدبلوماسية العربية وغاب الوزراء عن الاعلام وتحول الموقف العربي الى جمعيات إغاثة في مخيمات اللاجئين السوريين.

في اجتماع القاهرة ليوم امس تكررت الخطب المملة وكان واضحا ان جولة جون كيري لم تتضمن مهمات جديدة لنبيل العربي وجامعته تجاه سوريا، الخلاصة السياسية أشارت الى ان الجامعة تعيش حالة من الضياع بغياب غطاء امريكي وحال الوفود العربية كان مثل حال الأيتام على مأدبة اللئام ولسان حالهم يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

وجود وزراء جدد في مجلس الجامعة ينتمون الى أنظمة الربيع العربي لم يغير او يبدل من حال الدبلوماسية العربية، فما سمعناه من خطب وزراء خارجية الأنظمة الجديدة لا يخرج عن السياق العام قبل الربيع العربي، انه يكرس العجز وغياب القدرة على الفعل وترك قضايا المنطقة في عهدة الامريكي والروسي والأوروبي وحتى الإيراني.

وكأن هؤلاء الوزراء لا يقرأون او يتابعون ما يجري في واشنطن من مواقف تجاه القضايا العربية وآخرها كانت تصريحات نائب الرئيس الامريكي جو بادين امام مؤتمر الإيباك الصهيوني وقوله « بأن ظهور الربيع العربي جعل الولايات المتحدة وإسرائيل تتابعان الحدث بأهمية، إلا ان الشعور بالأمل اولا ثم عدم اليقين في اتجاهات دول الربيع جعلت واشنطن وتل أبيب في قلق «.

امريكا وإسرائيل في قلق من الثورة السورية ومع ذلك ينتظر مجلس الجامعة ان يروا موقفا أمريكيا يدفع باتجاه حل الازمة السورية في المجتمع الدولي او داخل مجلس الأمن، واكثر تعابير هذا القلق هي أحجية رفع الحصار الامريكي عن تزويد الثوار بالسلاح. امريكا تريد ضمانات بان يصل السلاح لمجموعات دون اخرى من اجل امن اسرائيل، فيما العرب لا يجدون اي سبيل وهم في عقر دارهم لكي يتفقوا حول موقف موحد او إجراءات فاعلة تشير الى وجودهم وفعاليتهم بين اطراف الازمة السورية بما يساهم في وضع حد للمذابح الدائرة في البلد الشقيق!

الجامعة العربية في حالة ضياع وهو امر ينعكس على المناخ العام في المنطقة فمن يتابع تطورات ما يجري في مصر وتونس وليبيا وسوريا يرى بان الجميع في حالة ضياع وان كانت محنة الشعب السوري مختلفة عن غيرها لانها مصبوغة بالدم ومرسومة بالخراب والدمار الذي لا يحتمل اجتماعات مملة وضياعا سياسيا كالذي تعيشه الجامعة العربية.


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير