jo24_banner
jo24_banner

من سيستقبل أوباما في القدس المحتلة؟

طاهر العدوان
جو 24 : زيارة الرئيس الامريكي المعلنة الى الاردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لا يمكن عزلها عن حالة انسداد الحلول امام القضية الفلسطينية نتيجة لماكينة الاستيطان التي تلتهم الارض والحجر والشجر والهواء في القدس والضفة الغربية . والسؤال هو : لماذا هذه الزيارة ؟ هل هي من اجل ان يقول للفلسطينيين لقد حاولت ولكن ليس باليد حيلة ، لقد قالها في السابق وهو في واشنطن فلماذا يتعب نفسه بالمجئ الى رام الله! .
اما اذا كان الغرض من زيارته ارتداء الطاقية اليهودية امام نصب المحرقة فلقد فعلها من قبل في بداية ولايته الاولى عندما كان بحاجة الى رضا اللوبي وأصدقاء اسرائيل في الكونغرس ، كما ان مؤتمر اللوبي السنوي ( الإيباك ) عقد قبل ايام في بلاده فلماذا لم يحضر المؤتمر ويرسل من منبره تعابير الولاء لإسرائيل ويوفر على الجميع بالمنطقة رؤية رئيس اكبر دولة في العالم وهو لا يتقن الا إلقاء الخطب الفارغة من كل مضمون عندما يتعلق الامر بالحديث عن القضية الفلسطينية .
او قد يكون غرض أوباما من الزيارة تهنئة عباس بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبول فلسطين دولة عضو بصفة مراقب وهذا مستبعد ايضا لان أوباما كان من ابرز المعارضين للقرار الأممي !.
من المؤكد ان الرئيس الامريكي يعطي زيارته اهمية خاصة لا تتعلق بكل التساؤلات السابقة , فهو قد اختار زيارة عمان وتل أبيب ورام الله من بين عواصم المنطقة وبهذا لا يمكن لأي مراقب استبعاد وجود هدف يريد أوباما إعلانه ويتعلق بالمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ، مثل اعلان استئنافها بصيغة اتفاق مسبقة تمت فعلا مع نتنياهو تترك عباس وحيدا امام ضغط امريكي عربي.
من المستغرب ان وزير الخارجية الامريكية جون كيري لم يقم خلال جولته الاخيرة في عواصم المنطقة بزيارة عمان ورام الله وتل أبيب مع ان مثل هذه الزيارات تبدو ضرورية ومنطقية لهذه العواصم لبحث جدول اعمال رئيسه في زيارته المقررة خلال هذا الشهر , عدم قيام كيري بذلك يثير التكهنات حول ما يتم الاعداد له للقضية الفلسطينية والمفاوضات خلال جولة أوباما ، وهناك تسريبات عن ترتيبات لقيام الرئيس الامريكي بزيارة القدس المحتلة ، حيث يتم بحث هوية من سيستقبله في المسجد الأقصى .
في كل الاحوال لا ينتظر الفلسطينيون والعرب خيرا من زيارة رئيس امريكي هو اضعف من كل الذين سبقوه امام الضغوط وحملات الابتزاز الصهيوني . وان اي استئناف للمفاوضات مع حكومة إسرائيلية هدفها ضم الضفة لا اقامة دولة فلسطينية عليها سيكون غطاء للمراحل الاخيرة من تهويد القدس .
اما عن الهدف السوري في زيارة أوباما فان كل التداعيات تدل على ان الازمة السورية اصبحت في الأجندة الامريكية قضية أمنية استخباراتيه تتعلق بأمن اسرائيل وآخر ما يفكر فيه أوباما هو حرية الشعب السوري .
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير