صور: "شادي" يعمل طبيباً صباحاً ومُصوراً مساءً ليُثبت أن الجمال خُلق فلسطينياً
يقول المثل الشعبي "صاحب بالين كذاب وصاحب ثلاثة منافق"، كناية عن أن الإنسان لا يستطيع الجمع بين مهنتين وإتقانهما بنفس القدر، لكن بطل قصتنا استطاع بكل مهارة نسف هذه النظرية الشعبية، بقدرته على تنظيم وقته بين مهنتين والنجاح فيهما، برغم البون الشاسع فيما بينهما.
فالدكتور شادي صبحي عوض، ماجستير أمراض الصدرية، يعمل طبيباً بمستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة، ويمارس هوايته بفن التصوير، ويرى أن الذي يجمع بين عمله كـ "طبيب" وهواية كـ "مصور" هي الإنسانية، مؤكداً أنه يسعى من خلال هوايته إلى نشر جمال الأطفال والجمال الفلسطيني.
يقول الدكتور عوض لـ "دنيا الوطن":اهتممت بعدة جوانب، ولكن كان الأهم هو الجانب الجمالي، بالإضافة إلى الجانب الإنساني حيث صورت الكثير من الصور لناس وعائلات فقيرة من أجل نقل معاناتهم، والنظر لهم من قبل كل من يريد مساعدتهم.
استطاع دكتورنا أن يغير صورة الطبيب النمطية، الذي يقضي نصف عمره في دراسة الطب، وينسى هوايته وما يحبه ليهب حياته للعمل والدراسة، بل بإمكانه تقديم واجبه المهني والأخلاقي وممارسة هوايته بكل شغف وإتقان.
فيما أردف: أن ما يضعه نصب عينيه عند قيامه بالتصوير، هو نقل الحقيقة كاملة، والابتعاد عن التصنع أو نقل ما يريده المصور واللعب بمشاعر الأطفال والفقراء، متمماً: "المصور الذي لا يملك الإنسانية؛ ليذهب إلى الجحيم".
وعندما تتجول في صور الدكتور شادي، ستجد أن أغلبها يتحدث عن الجمال الفلسطيني الأصيل، والطفولة، والمعاناة في أدق صورها، فيما ستلاحظ خلوها من أي صور، تتعرف على الوجه الآخر لغزة، وهي الحروب.
وتعقيباً على تلك الملاحظة أجابنا: "أنا ما حبيت أصور أمور الحروب؛ لأنني أعتبرها تصويراً صحفياً، ولدينا في الصحافة الكثير من المبدعين في هذا المجال كل الاحترام والتقدير لهم، يكفي أنهم يقدمون أرواحهم من أجل نقل الحقيقة، إنهم جنود مجهولون في أرض المعركه".
وعن مستقبله، قال: إنه سيكمل فيهوايته لآخر رمق، لأنه يقدم من خلال عدسه الحقيقة للفقراء والوجه الآخر للجمال الفلسطيني والطفولة، مؤكداً أن هوايته لا تتعارض إطلاقاً مع عمله كطبيب، ويستطيع بكل قوة التنسيق ما بين هوايته وعمله كطبيب في مستشفى حكومي صباحاً وعيادته الخاصة مساءً، والذي يجمع بينهم جميعاً هي الإنسانية على حد قوله.
وتَمّمَ: "التصوير هو نقل الحقيقة من خلال العدسة، وأن ننقل الشيء المشرف وأنا أقول: لدينا الكثير مما يمكن نقله، هناك عائلات فقيرة جداً تعاني؛ ليكن هدفنا نقل هذه المعاناة للمسؤولين أو لذوي الاختصاص أو لأصحاب الأموال، حتي يساعدوا هذه العائلات، إن هذا ما أنقله للأطفال، هو جمال فلسطيني بحت من أم وأب فلسطينيين لأن هناك من يرى هذه الصور، فيعتقد أنهم مهجنون أو أنهم ليسوا فلسطينيين.. وأقول إننا نملك الجمال كغيرنا".
وطالبوزارة الثقافة، بالنظر إلى الصورة الجمالية للأطفال والعائلات الفقيرة بعين الاهتمام، قائلاً: "إنها فلسطين يا سادة.. إنه شعب يستحق أن نظهر كل شي يعانيه".
كالات فلسطينية
تابعو الأردن 24 على 
