jo24_banner
jo24_banner

أسامة حجاج..موهبة تحت الشمس

ماهر أبو طير
جو 24 : إبداعات كثيرة في عمان،وبعضها يلمع وبعضها الاخر ينتظر مكانه تحت الشمس،ومن هذه المواهب الفذة التي شقت طريقها رسام الكاريكاتير اسامة حجاج،الذي بدأ نجمه باللمعان خلال وقت قصير،معلناً الفرق بين الموهبة المكتملة وأنصاف المواهب.

أعجبني رسم مميز له،والرسم وان كان يحمل مبالغة،الا ان يوصل رسالة المعاناة جراء الفقر والغلاء في البلد،وفي الرسم نرى لاجئين سوريين يهربون من القصف في سورية باتجاه الحدود الاردنية،فيما يقابلون عند الحدود مواطنا هاربا باتجاه القصف ونحو الحدود السورية،سائلين اياه لماذا يهرب باتجاه الدمار والحرب،فيقول نار بشار ولا نار الأسعار؟!.

الكاريكاتير وان كان يحمل مفارقة مؤلمة وفيه بطبيعة الحال مبالغة سياسية،لان الانسان يحتمل كل شيء باستثناء الموت والقتل،الا انه يعكس مدى شعور أسامة بحال الناس،الذين يعانون بشدة جراء ظروفهم الاقتصادية،ولا نتمنى لأحد ان تصبح خياراته فعلا بين نار الاسعار ونار بشار،فيختار الاخيرة!.

أسامة نموذج للشباب الذين يتقنون لغة عصرهم،فهو يجمع بين الموهبة المتدفقة من يده،حيث في اليمنى سر الموهبة،وبين استعمال الادوات الرقمية من كومبيوتر وبرامجه المختلفة وبقية الادوات الرقمية،وهو هنا لا يقف عند حدود الموهبة،لأنها بحاجة الى صقل دائم واهتمام ومتابعة.

ينتمي أسامة الى عائلة فنية،وكان الأبرز والأبدع فيها زميلنا عماد حجاج ورسوماته عن أبي محجوب،وعماد هنا كان في لحظة ما موهبة فريدة ومتفردة ووحيدة،لولا ان أثبتت الأيام،ان في صلب الدم اسماء اخرى لامعة قادمة من ذات العائلة.

كثيرا ما يقول رسم الكاريكاتير،ما يعجز عنه الكاتب الصحفي،وكثيرا مايجعلك اسامة وغيره من فنانين محترفين،في حال الابتسامة المرة،او القهرية،ولعل سر الكاريكاتير دائما يتعلق بتكثيف المشهد،برسم وبضع كلمات،ولا ينجح هنا الا من كان ذكيا من رسامي الكاريكاتير،قادرا على تشغيل بصيرته في التقاط الفروقات السياسية والاجتماعية.

اذا كانت يد أسامة اليمنى غير عادية،فمن المؤكد ان عينه غير عادية ايضا،وهذه موهبة تلمع تحت الشمس في عمان،ومقبلة على طريق الشهرة والانتشارعربيا ودوليا،خصوصا،اذا حظيت بالرعاية والدعم.

ريشة تثير الفخر حقا.

maher@addustour.com.jo



(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news