jo24_banner
jo24_banner

"عبقريّة" النسور.. وحكومة انتظار أوباما !!

عبقريّة النسور.. وحكومة انتظار أوباما !!
جو 24 :

كتب تامر خرمه

رئيس الوزراء المكلف، د. عبدالله النسور، قال في تصريحات صحفية إنه سيعلن تشكيل حكومته بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، المقرّرة يوم الجمعة، حيث قال النسور -خلال لقائه عدد من الزملاء الصحافيين- إن حكومته الجديدة "لن تُعلن" قبل تلك الزيارة.

ولا ندري ما الذي دفع جهبذ التصريحات الغريبة د. عبدالله النسور إلى الربط ما بين تشكيل حكومته وزيارة الرئيس الأمريكي، فهل أراد -مثلا- أن يعترف للأردنيّين بتدخّل واشنطن في شؤون البلاد، أم أن هذه التصريحات جاءت لربط موعد الإعلان عن الحكومة المرتقبة بحدث عزيز -ربّما- على قلب النسور، الذي يبدي حرصه على علاقات الأردن الدوليّة !!

وقد يكون هذا الحرص البالغ على تحسين علاقات الأردن الدبلوماسية وتطويرها، هو ما دفع بالرئيس المكلّف إلى التعبير عن قناعته -في تصريحات أخرى- بأداء وزير الخارجيّة العابر للحكومات، ناصر جودة، الذي فشل في الوصول إلى أيّة معلومة تتعلّق باحتجاز المواطن الأردني خالد الناطور لدى السلطات السعودية منذ 71 يوما !!

الرئيس الأكثر التزاماً بشروط وإملاءات المؤسّسات الماليّة الدوليّة، وصاحب الفضل في حماية الأرصدة البنكيّة لـ "كبار المستثمرين" وتحميل المواطن تبعات السياسات الرسمية الاقتصاديّة، يتقن فنّ التصريحات الغريبة التي تحيّر المراقبين وتجسّد الصدمة في ملامح كلّ من يتابع تصريحاته العبقريّة، فقد سبق له وأن صرّح باحتمال انهيار الدينار الأردني في حال لم تقدم الحكومة على رفع الأسعار.. تلك التصريحات التي فشل أعتى الاقتصاديّون -الذين نظّروا لعلاقة الاقتصاد بتوقّعات الناس ودرسوا ظواهر "الركض الى البنوك"- في تفسير دوافعها وأهدافها.. فكيف لا نتوقّع من هذا الرئيس "الأقوى من المخابرات" مثل هذه التصريحات التي تفيد بانتظار أوباما لتشكيل الحكومة الأردنيّة !!

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، تجدر الإشارة إلى ما ورد في استطلاع للرأى، أجراه مركز الدراسات العربي– الأوروبي في باريس، من توقعات بأن تحقق زيارة باراك اوباما المقرّرة الى 'اسرائيل' المزيد من الدعم لها، حيث توقع 49.3 % من الذين شملهم الاستطلاع أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على عدم المساس بأمن 'اسرائيل'، لاسيّما في ظلّ الأحداث التي تشهدها سوريّة.

كما توقّع 19.2 % من الذين شملهم الاستطلاع أن تنجح زيارة باراك الى اوباما الى 'اسرائيل' جزئيا في تسوية القضية الفلسطينية، خاصة وأنه أعدّ لذلك مسبقا بما يكفي في جولة وزير خارجيته. ورأوا أن الاردن سوف يسهم في الحل النهائي للقضية الفلسطينية من خلال مشروع الكونفدرالية.

ترى.. هل هذا ما أراد النسور قوله للأردنيّين عندما ربط تشكيل حكومته بزيارة أوباما إلى المنطقة، أم أنّها رسالة حاول الرئيس إبلاغها لزملائه في انتظار الزيارة غرب النهر ؟!

ولا ننسى أن تشكيل حكومة النسور التي باتت رهن زيارة مبعوث العم سام، تأتي في وقت قرّرت فيه القيادة الفلسطينية إعادة إنتاج تجربة "جولدستون"، حيث مهّدت لزيارة أوباما بمشروع قرار ضعيف جدا، صاغته الممثليّة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة بما يسمح للدول بالتملّص من التزاماتها، بعد تقديم لجنة تقصي الحقائق تقريرها بشأن المستوطنات "الإسرائيلية" .. فغرابة الأمور دفعت ببعض جلاوزة السلطة في رام الله إلى السعي للحيلولة دون صدور قرار مجلس حقوق الإنسان بعدم الاعتراف بالوضع غير المشروع الناتج عن الانتهاكات "الإسرائيلية".

وفي ظلّ هذا الوضع تأتي تصريحات النسور العبقريّة لتربط ما بين تشكيل الحكومة الأردنيّة، وما بين زيارة أوباما إلى كل من الأردن والأراضي الفلسطينيّة، التي تشهد واقعاً يستحيل معه إقامة أيّ كيان فلسطيني يمكن تسميته بـ "الدولة"، أو إيجاد أيّة تسوية تضمن أمن "اسرائيل" المدلّلة بمعزل عن الأطماع الصهيونيّة المعلنة في الضفّة الشرقيّة !!

ولكن هل خطر هذا على بال الرئيس العاشق للتصريحات الناريّة ؟! أم أنّه أراد القول بكلّ بساطة أن "النموذج الأردني للديمقراطيّة" -الذي طالما روّج له صديقه ناصر جودة- ينتظر بركات الرئيس الأمريكي لإكمال نضوجه بتشكيل "الحكومة البرلمانيّة"، التي لا يعلم أحد -حتى رئيسنا الفذّ- أيّة معجزة ستحقّقها عبر توزير بعض النوّاب، أو الاكتفاء بإطلاق لقب "الحكومة البرلمانيّة" على حكومة انتظار أوباما !!

تابعو الأردن 24 على google news