تسليح الثورة.. دعاية وتبرير مواقف
طاهر العدوان
جو 24 : يدور داخل الاتحاد الأوروبي جدل وخلاف حول مسألة رفع الحظر عن السلاح المفروض على الثورة السورية، فرنسا وبريطانيا تؤيدان رفعه، حجتهما أن الحظر المتعلق بسوريا مفروض عمليا على المعارضة بينما لم يتوقف تدفق السلاح على النظام من روسيا وإيران وهو ما يخلق حالة من عدم التوازن تغري الاسد باستغلال كل ما لديه من قوة تدميرية ضد شعبه.
أما ألمانيا والدول الاسكندنافية فهي تصر على مواصلة الحظر بحجة أن رفعه يعني إنهاء فرص الوصول إلى التسوية السياسية التي يسعى إليها الإبراهيمي، كما أن هذا السلاح قد يصل إلى ايدي جبهة النصرة التي تعتبر في أوروبا وأميركا منظمة إرهابية، بالإضافة إلى خشية ألمانيا من أن تتحول المواجهة في سوريا بين النظام والشعب إلى حرب إقليمية ودولية بالوكالة.
على ارض سوريا يكشف هذا الجدل ان الثورة تفتقر إلى وجود قوة دولية قادرة على ادارة الأزمة باتجاه الضغط على النظام لوقف حربه على شعبه، بينما بالمقابل يشن الاسد حربا بالوكالة متمتعا بقوة إقليمية ودولية توقع له على بياض ممثلة بروسيا والصين وإيران وقوى أخرى إقليمية. لقد نأت الولايات المتحدة بنفسها عن القيام بهذا الدور القيادي في ادارة المواجهة سياسيا وبما تملك من ثقل القوة وشلت بذلك مجلس الامن والمجتمع الدولي من القيام بأي دور فاعل للضغط على النظام وحلفائه.
ما تلوح به لندن وباريس من نوايا بتسليح الثورة امر مستبعد وقد يكون من باب الحملات الاعلامية والأخلاقية لتغطية التقصير الأوروبي من مسألة السكوت على مجازر ترتكب يوميا بالصوت والصورة. لأنه في النهاية لا تستطيع بريطانيا وفرنسا الخروج على قرار الحظر الاوروبي. ثم ان ما هو قائم وملموس في السياسات الأميركية والأوروبية اليوم هو تغلب المخاوف من ثورات الربيع العربي على عكس ما كان سائدا في السنة الأولى من هذا الربيع وذلك نتيجة لما يجري في مصر وتونس وليبيا وسوريا من تصدر الحركات الإسلامية والجهادية.
وارى انه على العكس فان أميركا ومعظم الدول الأوروبية تجهز الخطط الامنية والعسكرية ليس لمواجهة النظام إنما لمواجهة حالة تنتصر فيهاالثورة، بحجة الخوف من وصول أسلحة الاسد التدميرية إلى يد ما يسمونهم بالجماعات المتطرفة، وواقع حال الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالأزمة أن موسكو وحتى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي لم يسبق لها أن أدارت صراعا دوليا بمثل هذه الطمأنينة والأريحية كما تفعل اليوم تجاه أدارتها لصراع الاسد ضد شعبه وما كانت لتفعل ذلك لولا معرفتها بالمواقف الحقيقة لأوروبا وأميركا وأضيف وكذلك الموقف الإسرائيلي لأن تل أبيب لم توجه نقدا واحدا لتدخل موسكو في أزمة مشتعلة على اهم جبهاتها.
الأسد يخوض حربا ضد الثورة موظفا كل ما يملك من قوة تدميرية ومن يلجأ لهذه الحرب لا يريد السلام الذي يروج له الأبراهيمي وألمانيا. كما ان حجة برلين ضد فكرة تزويد الثورة بسلاح دفاعي هي كيل بمكيالين لانها اول من سارع إلى إرسال الباتريوت والجنود إلى حدود تركيا مع سوريا بحجة الدفاع عن أنقرة بينما هي تعارض وصول سلاح يدافع به السوريون عن مدنهم المستباحة !
(الرأي)
أما ألمانيا والدول الاسكندنافية فهي تصر على مواصلة الحظر بحجة أن رفعه يعني إنهاء فرص الوصول إلى التسوية السياسية التي يسعى إليها الإبراهيمي، كما أن هذا السلاح قد يصل إلى ايدي جبهة النصرة التي تعتبر في أوروبا وأميركا منظمة إرهابية، بالإضافة إلى خشية ألمانيا من أن تتحول المواجهة في سوريا بين النظام والشعب إلى حرب إقليمية ودولية بالوكالة.
على ارض سوريا يكشف هذا الجدل ان الثورة تفتقر إلى وجود قوة دولية قادرة على ادارة الأزمة باتجاه الضغط على النظام لوقف حربه على شعبه، بينما بالمقابل يشن الاسد حربا بالوكالة متمتعا بقوة إقليمية ودولية توقع له على بياض ممثلة بروسيا والصين وإيران وقوى أخرى إقليمية. لقد نأت الولايات المتحدة بنفسها عن القيام بهذا الدور القيادي في ادارة المواجهة سياسيا وبما تملك من ثقل القوة وشلت بذلك مجلس الامن والمجتمع الدولي من القيام بأي دور فاعل للضغط على النظام وحلفائه.
ما تلوح به لندن وباريس من نوايا بتسليح الثورة امر مستبعد وقد يكون من باب الحملات الاعلامية والأخلاقية لتغطية التقصير الأوروبي من مسألة السكوت على مجازر ترتكب يوميا بالصوت والصورة. لأنه في النهاية لا تستطيع بريطانيا وفرنسا الخروج على قرار الحظر الاوروبي. ثم ان ما هو قائم وملموس في السياسات الأميركية والأوروبية اليوم هو تغلب المخاوف من ثورات الربيع العربي على عكس ما كان سائدا في السنة الأولى من هذا الربيع وذلك نتيجة لما يجري في مصر وتونس وليبيا وسوريا من تصدر الحركات الإسلامية والجهادية.
وارى انه على العكس فان أميركا ومعظم الدول الأوروبية تجهز الخطط الامنية والعسكرية ليس لمواجهة النظام إنما لمواجهة حالة تنتصر فيهاالثورة، بحجة الخوف من وصول أسلحة الاسد التدميرية إلى يد ما يسمونهم بالجماعات المتطرفة، وواقع حال الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالأزمة أن موسكو وحتى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي لم يسبق لها أن أدارت صراعا دوليا بمثل هذه الطمأنينة والأريحية كما تفعل اليوم تجاه أدارتها لصراع الاسد ضد شعبه وما كانت لتفعل ذلك لولا معرفتها بالمواقف الحقيقة لأوروبا وأميركا وأضيف وكذلك الموقف الإسرائيلي لأن تل أبيب لم توجه نقدا واحدا لتدخل موسكو في أزمة مشتعلة على اهم جبهاتها.
الأسد يخوض حربا ضد الثورة موظفا كل ما يملك من قوة تدميرية ومن يلجأ لهذه الحرب لا يريد السلام الذي يروج له الأبراهيمي وألمانيا. كما ان حجة برلين ضد فكرة تزويد الثورة بسلاح دفاعي هي كيل بمكيالين لانها اول من سارع إلى إرسال الباتريوت والجنود إلى حدود تركيا مع سوريا بحجة الدفاع عن أنقرة بينما هي تعارض وصول سلاح يدافع به السوريون عن مدنهم المستباحة !
(الرأي)