كيف سيرد الفلسطينيون على واشنطن؟
الاجراءات الاميركية الموجهة ضد الفلسطينيين تتواصل يوما بعد يوم، وعلى الرغم من الدعم الاميركي المعروف لاسرائيل، سياسيا وعسكريا وماليا، الا ان هذه المرحلة تعد مختلفة تماما، عن سابقاتها، فهي مرحلة يمكن وصفها حقا، بتصفية القضية الفلسطينية، كليا.
منذ ان انتخب الرئيس الاميركي الحالي، وهذه الاجراءات تتواصل، من قطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية، مرورا بنقل السفارة الاميركية الى القدس، والاعتراف بالقدس، عاصمة لاسرائيل، وصولا الى تجفيف المال، عن وكالة الغوث الدولية، والتسبب بأضرار لملايين الفلسطينيين، على صعيد تعريف قضية اللجوء، وانهاء مغزاها، وما يعنيه ذلك على صعيد خدمات التعليم والصحة، اضافة الى وقف الدعم المالي للمستشفيات الفلسطينية في القدس، واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والمؤكد ان هناك اجراءات اخرى خلال الفترة المقبلة.
هذه لم تعد اجراءات ضغط مثلما يقول محللون على السلطة الوطنية الفلسطينية، من اجل تمرير الحل السياسي، فهي تمثل اجراءات تصفية وانهاء للقضية الفلسطينية، لان واشنطن تدرك ان لا احد قادر في السلطة الوطنية الفلسطينية-حتى لو اراد- على تبني الحل الاميركي، والوصفة التي تريدها واشنطن، لاعتبارات كثيرة، خصوصا، انها وصفة تؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية، ايضا، بشكل او بآخر، كونها تنهي اخطر الملفات، اي القدس، واللاجئين، والحدود.
هذا يعني ان الاتجاه العام، هو تصفية القضية الفلسطينية، كليا، سواء عبر حل سياسي، يؤدي الى هذه النتيجة، اوحتى عبر اجراءات يتم اتخاذها بذريعة تأديب السلطة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها لا تتجاوب مع الحل السياسي، فيما هي تعني فعليا التصفية السياسية للقضية الفلسطينية.
اللافت للانتباه هنا، ان لا احد يوقف الولايات المتحدة، ولا احد عربيا قادر حتى الان على وقف واشنطن، عن هذا الاتجاه لتصفية القضية الفلسطينية كليا، بينما سلطة رام الله، تدور حول نفسها، ولا تتخذ اي اجراءات، بل تكرس التنسيق الامني مع اسرائيل، وتصعد لغويا ضد واشنطن وتل ابيب، وذريعتها في هذا ان اي اجراءات تصعيدية ضد اسرائيل والولايات المتحدة، ستؤدي الى اجراءات انتقامية اضافية من واشنطن، ضد الفلسطينيين، وهو امر لا يحتمله الفلسطينيون اساسا، وهذا يعني ان الشعب الفلسطيني، سيواصل تلقي الضربات على رأسه، وسيكون مطلوبا منه، السكوت بذريعة الحكمة.
لقد بات واضحا ان على السلطة الوطنية الفلسطينية، اتخاذ اجراءات من اجل ارباك كل هذه السيناريوهات، لان اي سكوت، ومواصلة تلقي الضربات، والتصعيد اللغوي ، سيكون محملا بالشبهات، والتساؤل حول حول الغاية الاساسية، من هكذا ادارة تتسبب بانهاء القضية الفلسطينية، من حيث تحتسب او لا تحتسب.
ليبقى السؤال الموجهة الى الرسميين الفلسطينيين، حول الذي سيفعلونه لمواجهة هذا الوضع الكارثي، الذي ينذر بتبعات اكثر كلفة، وخطورة على القضية الفلسطينية، بعد ان ثبت ان التذرع بالصبر والحكمة ومصلحة الفلسطينيين، وعدم القدرة على معاداة واشنطن، جلب نتائج وخيمة، على كل المستويات؟!.