المكاشفة مطلوبة
دفعت اشكالية البروفايل الذي نشره الصحفي الاميركي غولدبيرغ الكثير من الكتاب والمراقبين لالقاء اللوم على الديوان الملكي ، وغياب المعرفة الاعلامية والسياسية لدى الطاقم، الذي من المفروض ان يعتمد عليهم الملك.
صحيح انهم مقصرون وربما هذا ما عندهم ولا داعي للنيل منهم اكثر مما ينبغي ، والمطلوب الكشف عن اليات تعيينهم.
لكن، وإن كان الديوان الملكي يتحمل جزء من المشكلة، لماذا نتعامل مع المسألة وكأن الملك هو ضحية لمؤامرة ما؟ فالكثير ممن يجالسون الملك ينقلوا بأن الملك له رأي واضح في بعض السياسيين الاردنيين وأنه يعاني من الدور الأمني، لكن مع ذلك لا نعرف لماذا يصر الملك في كل مرة على تعيينهم؟!
المشكلة هي على مستويين: أولا، انتهى زمن توجيه خطاب للغرب وآخر للداخل منذ أكثر من عقدين لأن وسائل الاتصال الحديثة لا تسمح بالازدواجية، والمطلوب هو التحدث بلغة واحدة في الغرب وفي الداخل.
والمستوى الثاني للمشكله هو أن الأردنيين يعيشون في حالة من النكران لانه يحق للملك ان يكون له رأي بالدولة ومؤسساتها وفي بعض الشخصيات، فالاصرار على ان هناك حديث ملفق هو أقرب للاعتذار منها من معالجة الاثار السلبية للخطاب.
والسؤال هو لماذا يستغرب الاردنيون ما قرؤوه في البروفايل؟! ربما ذهل البعض من اللغة المتسخدمة لكن الجوهر يردده الملك في جلساته الخاصة مع العديد من السياسيين ومن الكتاب وسبق وان تناوله مع فريد زكريا على الهواء مباشرة في لقاء بمؤتمر دافوس.