تلفزيون المملكة.. انشغل بالمبتدأ ونسي قواعد نشر الخبر!
جو 24 :
لميس أبو رمان - أشعلت قناة المملكة الحكومية فتيل أزمة عميقة بين مجلس النواب وحكومة الدكتور عمر الرزاز بعد نقلها تصريحات مجتزأة لنائب رئيس الوزراء رجائي المعشر حول مطالبة صندوق النقد الدولي الحكومة بضمان تمرير النواب مشروع قانون معدل لقانون ضريبة الدخل كما وردها من الحكومة وبالصيغة التي ارتضاها الصندوق.
حديث المعشر، وإلى جانب ما كشفه من تدخل صارخ لصندوق النقد الدولي في شؤون ادارة الدولة الأردنية إلى حدّ طلبه من الحكومة أن تملي على مجلس النواب رغباته، كشف أيضا خطأ مهنيا جسيما وقعت به قناة المملكة الرسمية، فقد نقلت الخبر مجتزأ وعلى صيغة "لا تقربوا الصلاة"، دون أن تؤكد موقف الحكومة الايجابي برفض تلك الاملاءات صراحة وقول المعشر "إن هذا الطلب غير ممكن التحقيق ولا بأي شكل، واننا نستغربه".
بالتأكيد يهمنا أن نحاسب وننتقد ما قاله المعشر تماما كما من أن واجبنا انتقاد تعديلات الضريبة المجحفة والتي فيها تغوّل على جيوب المواطنين، لكن ليس من حقنا أن ننتقد تصريحات مجتزأة من حديث لنائب رئيس الوزراء.
المشكلة، أن قناة المملكة أصرّت على نقل الخبر بالصياغة الخاطئة التي أثارت حفيظة أعضاء مجلس النواب واضطرت المهندس عاطف الطراونة للدفاع عن هيبة المجلس ومكانته والتأكيد على أن "المجلس سيّد نفسه ولا يتلقى املاءات من أي جهة"، وهي القناة الحكومية التي تخصص لها الحكومة عشرات الملايين من أجل الدفاع عن توجهاتها وتهيئة الأردنيين لقبول قراراتها، لكنها في هذه المرة كادت توجه الضربة القاضية لهذه الحكومة..
ذلك الخطأ لم يكن الأول لقناة المبتدأ والخبر؛ فلقد بثت قبل أيام قليلة خبرا عن مداهمة أمنية لخلية ارهابية في الكرك استخدمت فيها الطائرات العامودية قبل اعتقال أفراد الخلية، لتعود بخبر لاحق قالت فيه إن "المداهمة روتينية لضبط مشتبه بهم".
فيما عقدت القناة الممولة من جيوب الأردنيين، الجمعة الماضية، ما يُشبه المحاكمة لنقيب المحامين الأسبق وعضو مجلس النواب، صالح العرموطي، بسبب خطأ في سؤال نيابي حول مركز الملكة رانيا، متجاهلة تسليط الضوء على أسئلة نيابية حساسة كثيرة.
في الحقيقة، إن الأخطاء الجسيمة التي وقعت بها قناة المملكة -التي تدعي الحكومة أنها أوجدتها لمزيد من المهنية- تؤكد أننا أمام مؤسسة جديدة تُهدر في أروقتها أموال الأردنيين من دافعي الضرائب..