ظاهرة المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي
م. وائل محمود الهناندة
جو 24 :
توفر مواقع التواصل الاجتماعي منصات للتعبير عن الرأي وبطرق مختلفة مثل النص والصورة والفيديو والبث المباشر (Live) وكان الاستخدام بالمعظم للطرق الثلاثة الأولى ، مؤخرا انتقل بعض الناشطين إلى طريقة البث المباشر وذلك لسهولة توصيل المعلومة بالكلام البسيط المباشر بعيدا عن صياغة المفردات ولسهولة المتابعة من الكبار والصغار حيث أن المتلقي يستخدم حاسة السمع بعيدا عن التركيز في القراءة خاصة وان معظم المتواجدين على مواقع التواصل يستخدمون الهواتف الذكية بالإضافة إلى أنها طريقة مناسبة للباحثين عن الشعبية وهي مناسبة أيضا للتحدث في مواضيع ساخنة وتاريخيه مفصليه يستخدم فيها الناشط لغة الجسد والصوت للتفاعل مع المتلقي .
لا نفشي سرا إذا تحدثنا عن بعض ( اللايفات ) التي ظهرت مؤخرا من داخل الأردن تتحدث عن الشأن المحلي من الناحية السياسية والقانونية ويقدم فيها هؤلاء الناشطين رأي سياسي أو قانوني أو انتقاد سياسيات حكوميه معينه وتتحدث أحيانا عن شبهات فساد هنا أو هناك ويتفاعل معها المتابعين من خلال التعليقات أو الدخول في البث في محاولة لتشكيل رأي عام ضاغط على الحكومة لتغيير قرار أو مشروع قانون أو توجه ما ...الخ . هنا لا اعتقد بان هذا يمثل مشكلة وإنما يوفر بيئة خصبة للحكومة لقياس ردة الفعل والاستفادة من ما قد يطرح من اقتراحات أو حلول ويسجل لحكومة الرزاز العمل على إطلاق منصة للتواصل الاجتماعي المباشر مع المواطن .
من جهة أخرى ظهرت ( لايفات) من خارج الأردن تتحدث في غالبيتها عن أحداث تاريخية وحقائق وأسرار (على حد تعبير أصحابها ) على طريقة شاهد على العصر ويتفاخر أصحابها بكثرة عدد المتابعين ولعل السبب المهم لكثرة المتابعين هو العناوين التي يتم استخدامها في الترويج للبث من جهة ومن جهة أخرى سهولة المتابعة فمن الممكن متابعتها في أي مكان سواء داخل البيت أو خارجه او حتى في الفراش ...!
بغض النظر عن ما يتم تقديمه من معلومة وبعيدا عن مدى صحتها أو تأثيرها بتقديري لا يجب ترك المتلقي يستقي هذه المعلومات من جهة واحده ويجب أن يكون أكثر من مصدر للمعلومة وللمتلقي أن يختار ما يقنعه منها ويجب أن يتحرك الإعلام الوطني ولا اقصد هنا الإعلام الرسمي ويقوم باستضافة شخصيات وطنية مهمة ومطلعة للتحدث وباستخدام نفس الأسلوب والطريقة (اللايف) على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا اضعف الإيمان والله من وراء القصد .