المعاني يكتب: الأولويات الإستراتيجية.. واستباق الأزمات بحسن ادارة مصادر المياه
جو 24 :
كتب الأستاذ الدكتور وليد المعاني - كلنا نعرف ما تعانيه المملكة الاردنية من نقص في مصادر المياه، ومصادرنا من نوع المصادر الناضبة، بما فيها الابار التي تحتاج للتغذية المائية المستمرة.
ومن أهم الادلة على حاجتنا للمياه اننا اوردنا نصوصا في معاهدة السلام تقضي بتخزين المياه من الشتاء للصيف.
عندما بحثنا في موضوع مشروع الديسي استغرق الامر ما يقرب من ١٢ سنة لإتخاذ القرار، بحيث عندما تم تنفيذ المشروع زادت كلفته للضعف.
نحن نقرر ببطء، و نبحث ببطء، و ننفذ ببطء كأننا نملك كل الوقت، نتحرك ونحن مرتاحون و نسير الهوينى.
هناك مقال نشر عام ٢٠١٠ عن سد الوالة عندما كان الماء يفيض اليه بقوة ٣٠ مترا مكعبا في الثانية، و اليوم تفيض المياه اليه بقوة ١٢٠ مترا مكعبا في الثانية. اقول ان المقال قال في حينها ان سلطة وادي الاردن ستبحث في الاشهر القادمة موضوع سد الوالة بهدف زيادة سعته.
هذا السد الذي شيد عام ٢٠٠٢ بسعة حوالي حوالي ٩ مليون متر مكعب بكلفة ٢٣ مليون دينار، تم اقرار زيادة سعته لغاية ٢٦ مليون متر مكعب، و القرار فيه اتخذ عام ٢٠١٦ و ابتدأ العمل فيه عام ٢٠١٧ و تم منه لغاية الآن ٢٠٪ او ما يقرب من ذلك.
المياه تسيل في الاودية ونفقدها في بحر يجف يوميا، و مشاريع حصاد مائي تسير بسرعة سلحفائية، و اهم الأجوبة التي نواجهها عند السؤال عن لماذا لا نزيد السدود و نرفع سعاتها هو عدم توفر المال وارتفاع الكلفة.
هناك الكثير من الأموال التي لم تراع الاولويات الوطنية عند انفاقها ونحن في اوضاع ليست اوضاع وفرة وبسر.
نحتاج لنظرة جديدة لتحديد الاولويات، فمن الواضح ان هذا القطاع يحتاج للإهتمام به في ظل التغير المناخي. نحتاج سدودا جديدة و مشاريع بنية تحتية تخدمها. و مشاريع حصاد مائي كثيره والاستزادة من الحفائر والسدود الترابية.
نحتاج لازالة الطين الدي تراكم في السدود فقلل من سعتها، نحتاج لشراء "كراكة" للتنظيف؛ ننقلها من سد لسد لازالة ما ترسب فيه، ويمكن لنا الاستفادة من الخبرات المصرية.
المياة ضرورة استراتيجية، وبالتالي فإن حسن ادارة مصادرها امر هام للتنمية، وسيقينا من هذا الالم الذي يلاحقنا ويستنزف جهودنا بين الحين و الحين.
* الكاتب وزير التعليم العالي والتربية والتعليم الأسبق