اللقاءات الملكية وسياسة الاختيار
جهاد السيوف
جو 24 :
التمرين العسكري الشهير "مكانك سر" حيث الحركة دون تقدم أو تأخر أصبح واضحا جليا ليس في الحياة العسكرية فحسب بل في الحياة المدنية ايضا (بالسياسة والإقتصاد), وبات أكثر وضوحا في اللقاءات الملكية حيث أتقن فريق شبابي تمرين "مكانك سر" في اللقاء الملكي الأخير, حيث لقاء دون فائدة.
لقاءات الملك مع شعبه شيبا وشبابا هو نهج هاشمي حكيم وحميد إنفرد به هذا النظام عن غيره تأكيدا لقوله تعالى "وشاورهم في الأمر" وهذه الخطوة الإيجابية ما هي إلا تعبير عن إصرار ملكي لمد جذور التواصل وفتح قنوات الحوار وإنعكاسا لقيم التلاحم والتواصل الوثيق بين القيادة والشعب, ولكن من المؤسف أن تنحصر على من يجيد رياضة الركمجه في التطبيل والتزمير مع إقصاء واضح لأصحاب الرأي والفكر نتيجة مخطط حكومي إقصائي بائس.
حيث لم يكن اللقاء الأخير لجلالة الملك موفقا عند اختيار هذه العينه ولا أعمم التي تعالت بعض أصواتها بفكر أجوف نادت بالتقاط بعض الصور ورجاء وتمني بزيارة القصر مع غناء وتزمير مزعج وكان أشبه ما يكون بسباق الترالثيون في الفكر الأجوف بخلاف ما يريد الملك.
فما يريده الملك هو الإنتقال إلى تمرين " للأمام سر" بدلا من "مكانك سر" من خلال الحديث عن النهضه والتنمية الشمولية المستدامة وآلية تعزيز قدرات الشباب التنموية مع إزالة معيقات وعوائق تطبيقها لتصحيها, يرافق ذلك الوقوف على إحتياجات الشباب لتقديم الخدمة لهم بشكل أفضل من خلال تأمين أدوات العمل والتمكين للإرتقاء بهم, إضافة إلى الحديث عن الريادة المجتمعية وريادة الأعمال والتباحث في المواقف السياسية للأردن وهمومه الإقتصادية وتفكيك الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم, فلماذا تقف الحكومة حاجزا منيعا في وجه الشباب!! ولماذا كل هذا الإصرار الحكومي على عدم السماح لإيصال الصوت الشبابي لأماكن صياغة السياسات العامة ومراكز صنع القرار!!!
ما أريد قوله أن اللقاءات الملكية أنموذج يحتذى لكن ينقصها تغيير سياسة الإختيار حتى تكتمل الصورة المشرقة لها بعيدا عن تيارات تكميم الأفواه والتصادم مع منظومة الفكر والحريات, لأن محصلة الفكر الحكومي الإقصائي للشباب هو خلق إرهاب الإقصاء والتهميش وتدمير طاقاتهم الكامنه في عملية التنمية الشاملة.