jo24_banner
jo24_banner

بين الصريح وبغداد...وأمطري أينما شئتِ....

محمد العكور
جو 24 :
 لم يكن يعلم خليفتنا المبجل هارون الرشيد أن غيمته التي تأبطها بعزة سلطانه ، واحتوى ماءها بكف مجده ، وانزوى خراجها في طرف جيبه ، أنها ستنشط مظلمة ليكون خراجها فتاتا يتناثر في ردهات الأمم المتحدة ، تدوسه بساطير الاحتلال الروماني والفارسي....
ولم يكن يعلم -رحمه الله- أن بلاد غيمته لم تعد تعترف ببرقها أو رعودها إلا في ظل "المصلحة الوطنية" التي صنعتها قذارة سياكس وبيكو في ليلة نام فيها جنود الخلافة على أنغام تفتيت خلافتهم ، وصناعة خلافات على رقاع هشة يميزها عن بعضها خطوط ترابية زرعت بالألغام ، وقطعة قماش تحمل ألوانُها المختلفة علامات التفرقة والتشتيت....
بين الصريح وبغداد ألف حاجز وستار ، تمر من فوقها آلاف الآهات بلا تفتيش ...
بين الصريح وبغداد ينقسم الغيث ، وتشقق الأرض ، ويحتار البرق والرعد أين يضيء وأين يزمجر....
بين الصريح وبغداد تلتحم المصائب وتفترق الحلول ، تلتئم الجراح وتتوزع الدماء....
بين الصريح وبغداد ينفصم التأريخ ، وتنفجر رئتاه بين شهيق قاتل وزفير حارق ، ولا يستطيع الآه إلا بقرار هيئة الأمم ....
ورغم ذلك كله ، فثمة قلبٌ تأبى نبضاته نسيان بطينها ، وتقسم إلا أن تدفع بدماء الحياة الثائرة في أوردة الكون الناطق بالتوحيد ، محطمة كل أستار الدبلوماسية المستأجرة ، لتكون الصريح حيّا من أحياء بغداد ، أو ضاحية من ضواحي الجزائر ، أو ناحية من مقاطعة في أقصى الهند....عندها تبتل أرواحنا بغيمة واحدة ، ولتمطر أينما تشاء ،ليكون خراجها أسير أكفّنا ،و نصدح بالنشيد الخالد ...بلاد الله أوطاني....
تابعو الأردن 24 على google news