استهداف مضر

جو 24 : عادت الدولة الأردنية الى لعبة شيطنة أي مكوّن سياسي يعلن عن موقف معارض لمسرحية الاصلاح ولا يقبل أن يكون جزءا منها، وحتى يتمكن التحالف الطبقي الحاكم من الاستئثار بمقدرات البلد دون مساءلة لا بد ان تخترع عدوا وهميا في الداخل حتى يتحول هذا الخصم الى مشجب تحمل عليه كل ما يجري في الاردن.

فمسارعة الاعلام الرسمي فاقد المصداقية الى تحميل الاعتداء الذي جرى في اربد على متظاهرين سلميين الى مكون محدد- الحركة الاسلامية- يخلط الأوراق ويخلق احتقانات مجتمعية ويضرب من جديد مصداقية الاعلام الرسمي المتماهي مع قراءة رسمية ترى أن هدف الدولة الان هو حرمان الاسلاميين من الوصول للحكم وكأن الحركة الاسلامية تسعى لاستبدال الحكم والاستحواذ عليه !

المقابلات التي تمنح لصحفيين اجانب تظهر كيف تفكر الدولة العميقة في الاردن، فهي دولة تدار من مركز سياسي قائم على خلق الفزاعات . فمنها ما هو موجه للداخل ومنها ما هو قائم على اثارة خوف الاميركان حتى يتم تبرير غياب الاصلاح الحقيقي، من هنا فإن النظام الاردني كان سيخلق حركة الاخوان المسلمين لو لم تكن موجودة. ما يغيب عن بال هذا المركز السياسي هو ان الشارع يراقب ويرى بهذه الفئات المستهدفة لاغراض الشيطنة معبر اصدق من الحكومة ولهذا انعكاسات قد لا تكون في مصلحة التيار الحاكم الذي بدأ يفقد كل فرص التأهيل والأهلية .