jo24_banner
jo24_banner

لم يتبق إلا الأمعاء الخاوية

طاهر العدوان
جو 24 : منذ منتصف العام الماضي بدأ الأسرى الفلسطينيون إضراباتهم الطويلة عن الطعام في ما سمي بنضال الأمعاء الخاوية للفت أنظار العالم إلى قضيتهم الوطنية ومعاناتهم الإنسانية في المعتقلات والسجون الإسرائيلية . غير ان العرب والعالم لم يتحركوا بما يكفي لوضع قضيتهم على أجندة السياسة والإعلام في الساحة الدولية ، لم يحدث ذلك حتى عندما سقط الأسير البطل أبو حمدية شهيدا في إضرابه الطويل عن الطعام .
اللوم الأكبر ينبغي ان يقع على القيادتين في رام الله وغزة اللتين طغت خلافاتهما الثنائية على قضية مواجهة الاحتلال حتى ان المجتمع الدولي لم يعد يحتاج إلى الذرائع ( بسبب هذه الخلافات ) لتبرير صمته على استمرار الاحتلال بكل ما يتضمنه من انتهاكات خطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني ، من الاستيطان والتهويد إلى جدار الفصل العنصري ومعتقلات الأسرى الفلسطينيين ، التي تضم خمسة آلاف أسير بينهم المئات من المعتقلين منذ سنوات طويلة بلا محاكمة ومنهم المئات من النساء والأطفال .
نضال ( الأمعاء الخاوية ) الذي يخوضه الأسرى الأبطال بين وقت وآخر يمثل الروح الحقيقية لمقاومة الشعب الفلسطيني وكفاحه من اجل الخلاص من الاحتلال واسترداد حقوقه السليبة ، وهو تمرد على حالة اليأس التي تنتشر في الساحة الفلسطينية أمام هذا الهجوم الاستيطاني والاحلالي المستمر من كل الجوانب على الفلسطينيين في القدس الضفة . والواقع أننا لم نعد نسمع صوتا يمثل أحلام الفلسطينيين بالحرية ، الا الصوت القادم من ظلام معتقلات الاحتلال ، صوت يؤكد بأن المقاومة لم تهزم وبأن على القيادة الفلسطينية أن تعيد الروح النضالية إلى صفوفها وصفوف شعبها .
لقد آن الأوان لهذه القيادة الإقرار بان استمرار سياستها الراهنة تجاه الاحتلال محكوم عليها بالفشل . لان مسار عملية تغيير الواقع والوقائع التي يقوم بها الاحتلال في القدس والضفة تجعل من المستحيلات ، خاصة في ظل الظروف العربية والدولية الراهنة ، قيام دولة فلسطينية . والواقع المر أن العدو الإسرائيلي بات المستثمر الأكبر في حالة الخداع السياسي القائمة ، فالسلطة الفلسطينية ليست سلطة مستقلة ولا حتى حكما ذاتيا مكتملا ، وكل ما حققته على طريق اقامة الدولة هو قرار اممي بالاعتراف النظري بها ، فيما السلطة والسيادة والقضاء والامن والارض وما فوقها وما تحتها هي تحت سلطة الاحتلال .
لم تخسر السلطة مقومات سيادتها المفترضة في الحاضر والمستقبل فقط بسبب عمليات الاستيطان والتهويد ، إنما هي خسرت ولا تزال تخسر روح حركة التحرير الوطني فتح التي تحولت من حركة مقاومة إلى حزب سياسي . وفي يوم الأسير الفلسطيني يقدم احد قادة هذه الحركة الأسير مروان البرغوثي من داخل المعتقل النصيحة لقيادته التي يفترض ان تنال الاهتمام منها لانها اهم من مداولات تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة فياض ، فعن أي حكومة يتحدثون ؟
يتهم البرغوثي القيادة الفلسطينية بعدم بذل الجهد الكافي في قضية الأسرى وأنها لم تكن لها الأولوية على طاولة المفاوضات منذ أوسلو ، مطالبا بوضع استراتيجية نضالية جديدة فاعلة وشاملة تشمل عودة فتح الى السلوك كحركة تحرير وليس كحزب سلطة تحت الاحتلال ووقف كل تنسيق إداري وسياسي وأمني واقتصادي مع الاحتلال مع التمسك بخيار المقاومة الشاملة .الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير