حجر سنمار السوري
طاهر العدوان
جو 24 : في الحكاية المعروفة ان مهندسا اسمه سنمار بنى قصرا لخليفة عباسي وعندما فرغ من بنائه همس في إذن الخليفة بان هناك سرا في القصر وهو وجود حجر يرتكز عليه البناء كله فإذا ازيل تهدم القصر، فسأله الخليفة متعجبا وهل هناك احد غيرك يعرف هذا السر، أجاب سنمار بالنفي عندها بادر الخليفة بقطع رأسه حتى يدفن السر معه ويبقى القصر عامرا.
اليوم نحن أمام سنمار سوري هو بشار الاسد يزعم انه إذا سقط انهارت سوريا « واختفت عن خريطة العالم « هذا ما توحي به تصريحات فيصل المقداد نائب وزير خارجيته. مثل هذا التصريح إهانة لسوريا، الدولة العميقة في التاريخ منتجة الحضارات وممرها الإجباري، حيث تضم ارث كنوز امبراطوريات الغرب والشرق.
كما ان هذه التصريحات لا تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين الذي تجاوزت فيه مفاهيم الحرية والكرامة للشعوب مسألة ان الشعب مصدر السلطات إلى ان حرية الأفراد في المجتمع المدني تتقدم على حرية الدولة وسيادتها.
لا يوجد تفسير لأحداث الربيع العربي أكثر قربا للحقيقة والواقع من انه جاء ردا على مفاهيم الحاكم المطلق الذي يزعم ان به يتجسد الوطن وان حياة الأمة وموتها يرتبط بوجود الزعيم وبروح حكمه الأبدي، مثل هذه المفاهيم البائسة السوداء هي ما تفوه به المقداد وما يردده شبيحة النظام «الأسد او فناء سوريا».
والواقع ان ما يفعله بشار هو العمل على إزالة الدولة والمجتمع في سوريا بعد ان تأكد بان شعبه لا يريده، حتى لو جند إلى جانبه أحفاد قمبيز الفارسي، وكل حملة الأحلام الفاشلة من ورثة الانقلابات العسكرية التي لم تجلب للأمة الا الهزائم والاذلال والفساد والعبودية.
سوريا ليست «حبة بقلاوة» مصيرها الدائم ان تظل في حلقوم آل الأسد ومثل أقوال المقداد لن تخيف الشعب السوري فهذا الشلال اليومي من الدماء والتضحيات التي يقدمها السوريون على مذبح حريتهم وكرامتهم تدل بان عهد الديكتاتورية ومفاهيمها المتخلفة لم يعد لها مكان في مستقبلهم، سوريا وشعبها باقون، وما هو ثابت تاريخيا ان من يقتل شعبه بكل هذه القسوة والوحشية إنما يقيم بينه وبين هذا الشعب بحورا من الحقد والعداء والصراع الذي لا تعرف فيه الشعوب الكلل والملل قبل ان تنال حريتها.
من المحزن ان ينتهي الأمر بمن اكتسب الشرعية لحكم بلده على مبادئ الوحدة العربية إلى تهديد شعبه بتقسيم سوريا على أسس طائفية إذا لم يستسلم ويركع على قدميه مقدما الطاعة الأبدية إلى حكم آل الأسد، ومن المفجع ان يقوم الجيش الذي أعد لتحرير الجولان والدفاع عن الامن القومي، بتوجيه كل أسلحته إلى المدن التي وجد من اجل حمايتها، والى الشعب الذي من عرقه وجهده بني هذا الجيش. ولو ان هذا الجيش وجد هذه الثورة ضد الحكم، أثناء عودته من تحرير الجولان،
لاكتسب بعض العذر والمبررات الأخلاقية، لكنه لم يفعل الا ما يثبت بانه جيش لحماية النظام من الشعب، وليس من اجل حماية الشعب في كل الظروف والأحوال. وليته تعلم الدرس من ما فعله الجيشان المصري والتونسي.
(الرأي)
اليوم نحن أمام سنمار سوري هو بشار الاسد يزعم انه إذا سقط انهارت سوريا « واختفت عن خريطة العالم « هذا ما توحي به تصريحات فيصل المقداد نائب وزير خارجيته. مثل هذا التصريح إهانة لسوريا، الدولة العميقة في التاريخ منتجة الحضارات وممرها الإجباري، حيث تضم ارث كنوز امبراطوريات الغرب والشرق.
كما ان هذه التصريحات لا تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين الذي تجاوزت فيه مفاهيم الحرية والكرامة للشعوب مسألة ان الشعب مصدر السلطات إلى ان حرية الأفراد في المجتمع المدني تتقدم على حرية الدولة وسيادتها.
لا يوجد تفسير لأحداث الربيع العربي أكثر قربا للحقيقة والواقع من انه جاء ردا على مفاهيم الحاكم المطلق الذي يزعم ان به يتجسد الوطن وان حياة الأمة وموتها يرتبط بوجود الزعيم وبروح حكمه الأبدي، مثل هذه المفاهيم البائسة السوداء هي ما تفوه به المقداد وما يردده شبيحة النظام «الأسد او فناء سوريا».
والواقع ان ما يفعله بشار هو العمل على إزالة الدولة والمجتمع في سوريا بعد ان تأكد بان شعبه لا يريده، حتى لو جند إلى جانبه أحفاد قمبيز الفارسي، وكل حملة الأحلام الفاشلة من ورثة الانقلابات العسكرية التي لم تجلب للأمة الا الهزائم والاذلال والفساد والعبودية.
سوريا ليست «حبة بقلاوة» مصيرها الدائم ان تظل في حلقوم آل الأسد ومثل أقوال المقداد لن تخيف الشعب السوري فهذا الشلال اليومي من الدماء والتضحيات التي يقدمها السوريون على مذبح حريتهم وكرامتهم تدل بان عهد الديكتاتورية ومفاهيمها المتخلفة لم يعد لها مكان في مستقبلهم، سوريا وشعبها باقون، وما هو ثابت تاريخيا ان من يقتل شعبه بكل هذه القسوة والوحشية إنما يقيم بينه وبين هذا الشعب بحورا من الحقد والعداء والصراع الذي لا تعرف فيه الشعوب الكلل والملل قبل ان تنال حريتها.
من المحزن ان ينتهي الأمر بمن اكتسب الشرعية لحكم بلده على مبادئ الوحدة العربية إلى تهديد شعبه بتقسيم سوريا على أسس طائفية إذا لم يستسلم ويركع على قدميه مقدما الطاعة الأبدية إلى حكم آل الأسد، ومن المفجع ان يقوم الجيش الذي أعد لتحرير الجولان والدفاع عن الامن القومي، بتوجيه كل أسلحته إلى المدن التي وجد من اجل حمايتها، والى الشعب الذي من عرقه وجهده بني هذا الجيش. ولو ان هذا الجيش وجد هذه الثورة ضد الحكم، أثناء عودته من تحرير الجولان،
لاكتسب بعض العذر والمبررات الأخلاقية، لكنه لم يفعل الا ما يثبت بانه جيش لحماية النظام من الشعب، وليس من اجل حماية الشعب في كل الظروف والأحوال. وليته تعلم الدرس من ما فعله الجيشان المصري والتونسي.
(الرأي)