الصمادي يكتب في الرد على جميل النمري: لا يغرّنك الجراد الالكتروني!
جو 24 :
كتب الاعلامي عامر الصمادي -
الأخ والزميل السابق جميل النمري، تحية الحق والعروبة والأردنية التي تجمعنا، أما قبل، فقد قرأت بتمعن ما كتبته عن الراحل عن ادارة التلفزيون، فراس نصير، ودفاعك المستميت عنه وعن انجازاته العظيمة مدعيا أن ذلك ليس لأنه (بلدياتك) وجارك وابن دائرتك الانتخابية وهي حقائق تنفي كل ما ستقوله عنه بعد ذلك.
أخي وزميلي العزيز، أنت تعلم أنني أمضيت في هذه المؤسسة ما يزيد عن ثمانية وعشرين عاما تقلب خلالها عشرات المديرين لهذه المؤسسة؛ منهم من كان مهنيا ومنهم من كان يعرف بكل شيء إلا العمل التلفزيوني، منهم من كان مضطربا نفسيا يحمل عقدا نفسية لا يحلها الدهر، ومنهم من كان متصالحا مع نفسه ويعلم ما يريد، منهم من كان يدير المؤسسة بعقل متفتح يبتغي تحقيق انجازات حقيقية ومنهم من استغل انجازات غيره ونسبها لنفسه وتبجح بأنه صاحبها، ومنهم من تولى ادارة مؤسسة تزخر بالكفاءات جلهم أقدر منه على ادارتها ومعرفة سبل النجاة بها، فقضى على كل من اعتقد أنه صاحب كفاءة وأبعده بالتقاعد المبكر أو الفصل أو النقل أو التهميش (وهو السلاح الذي يلجأ إليه الضعفاء من المديرين عندما لا يجدون طريقة للتخلص من منافسيهم)، فنجد خيرة كفاءات المؤسسة يجلسون في بيوتهم بلا عمل ويتقاضون رواتبهم (المتواضعة أصلا) يقتلهم الحنين للعمل والحسرة على ضياع شبابهم بلا طائل، منتظرين أن ينتبه لهم أحد فيعيدهم للعمل، ومنهم من بحث عن الكفاءات فقربهم ودعمهم وحفزهم لمزيد من العطاء.
أتمنى عليك وأنت صحفي ونائب وطن وقدمت برامج تلفزيونية سابقا أن تراجع ما قلته أنت عن الراحل وتقارنه بالواقع الحقيقي على الأرض وليس بما ينشره الجراد الالكتروني من المنتفعين. وإذا أردت أن أسرد لك الدمار الذي شهدته مؤسسة الاذاعة والتلفزيون فلن تكفيني عشرات الصفحات، رغم أنه من المحظوظين جدا، فقد بدأ عمله مع انتهاء فترة تجهيز وتحديث للاستوديوهات بدأت سابقا، وقطف هو ثمار كل ذلك ونُسبت لنفسه.
ألا يكفي أن يقوم مدير بتصفية زملائه الأكثر كفاءة منه والأكثر خبرة وظيفيا عبر احالة عدد كبير منهم إلى التقاعد المبكر ومن كل الاقسام، ومن لم يستطع احالته قام بنقله أو تهميشه وابعاده عن المشهد كي يخلو له الجو ويظهر بصورة الفارس، وطبعا كل ذلك بحجة توفير النفقات وتقليص العدد، والمشكلة أنه بنفس الوقت يقوم بتعيين العشرات بعقود توازي ثلاثة اضعاف رواتب كبار الاعلاميين في المؤسسة، والنتيجة كانت بروز طبقة موالين له يسبحون بحمده ليلا على الفيسبوك ونهارا بمجالس الغيبة والنميمة.
أخي جميل، هذا غيض من فيض وبامكاني أن أسرد لك مئات القضايا المشابهة وبعضها يندى له الجبين، لكنني آثرت أن لا أكون من المطبلين للقادم والمط.... للراحل واحتفظ لنفسي بالكثير مما يمكنني نشره مستقبلا عن مسيرة هذه المؤسسة وما تعاقب عليها من ظلم.
أخي الجميل النمري أرجو أن تكون كما عهدناك دائما (نصيرا للحق) وليس للابتسامات الصفراء والكلام المعسول الذي يمحى بعد ثوان، وباحثا عن الحقيقة كما هي لا كما يرويها أصحابها وجرادهم الالكتروني.
وأرجو أن تكون عونا لنا في هذه المؤسسة بتوجيه الحكومة لتعيين اعلامي اذاعي أو تلفزيوني مارس العمل الاعلامي من خلف الميكرفون وأمام الكاميرا وعانى وعايش مطبات العمل على الهواء وخبر العمل الاعلامي التقني بمختلف صنوفه من اعداد وتقديم واخراج وتصوير، كي يكون من أقدر الناس على فهم خفايا وأسرار هذا النوع من العمل.
واغتنم هذه المناسبة لاحيي مجلس الادارة الجديد ورئيسه المحترمين على قرارهم الشجاع بانهاء هذه الحالة البائسة التي وصلتها المؤسسة خلال العامين الماضيين رغم الضغوطات التي تعرضوا لها، راجيا منهم أن يواصلوا الاصلاح الحقيقي والجوهري بازالة أسباب الترهل التي جرى زراعتها في هذه المؤسسة الوطنية خلال العامين الماضيين، فمن أراد أن يبدأ بداية صحيحة فلا بد أن يمحو آثار الدمار وأسبابه أولا، ثم يبدأ الاعمار من جديد.
حمى الله الاردن ومؤسساته وقيض له المخلصين من أبنائه للعمل بما يحقق طموحات شعبه وجلالة قائدهم..