مسلخ بلدية جرش نهر الذهب أم نهر الدماء
ماجد عبدالعزيز غانم
جو 24 :
أهالي جرش كانوا يتباهون ومنذ القدم بنهر الذهب المار من المدينة والممتد من شمال جرش في جبال بلدة سوف إلى أن يلتقي مع نهر الزرقاء جنوب المدينة ، لكن للأسف هذا النهر أو الوادي كما يسميه القاطنون حوله أصبح يشكل خطرا بيئيا وصحيا للأهالي والسبب هو مسلخ بلدية جرش الواقع على أطراف الوادي في الحي الغربي لمخيم سوف .
بعد الأمطار الغزيرة الأخيرة التي انعم الله بها على المملكة بشكل عام وعلى محافظة جرش بشكل خاص كان لأهالي مخيم سوف رأي مختلف بخصوص هذه الأمطار ، فقد أصبحوا ينظرون إليها على أنها نقمة وليست نعمة بعد أن تفجرت خلالها الينابيع في جبال سوف وأصبحت ترفد نهر الذهب بالمياه العذبة وعاد نهر الذهب إلى الجريان كما كان قبل سنوات القحط السابقة والنقمة هنا بسبب وجد مسلخ بلدية جرش قرب منازلهم ومدارسهم .
فعلى لسان أهالي المخيم عادت نفس المفردات التي تدل على حجم المأساة التي يعانون منها منذ أن وجد مسلخ البلدية بجوار بيوتهم ، وعادت نفس الشكاوى لتضاف للعشرات التي سبقتها بخصوص المكرهة الصحية التي زاد من أثرها جريان نهر الذهب والسبب هو هذا المسلخ الذي وللأسف يرفد هذا النهر أو الوادي كما يسمونه أهالي المنطقة بسيل من الدماء التي حولته إلى نهر من الدماء نعم نهر من الدماء والصور المرفقة تبين حجم المأساة ، فعدا عن أن المسلخ يفتقر ومنذ زمن بعيد لأدنى متطلبات النظافة وشروط الصحة والسلامة ، فقد أصبح مصدرا لتلوث مياه الوادي بالدماء التي حولت مجرى الوادي إلى مجرى للدماء التي تسيل صباح مساء جراء عمليات الذبح في هذا المسلخ .
الآن أصبحت ههوالمشكلة تتعدى حدود أهالي المنطقة لتصبح مصدرا للقلق لدى أصحاب المزارع الموجودة على ضفاف هذا الوادي بدأ من مخيم سوف ولغاية مصب هذا الوادي عند التقائه بنهر الزرقاء الرافد الرئيسي لسد الملك طلال فهذه المزارع تعتمد وبشكل كبير على مياهه لري وسقاية المزروعات والتي إن وصلت إليها هذه المياه المختلطة بالدماء فستكون كارثة على المزارعين وعلى المواطنين عند تلوث منتجات مزارعهم بها .
ولنكون صادقين فقد قدم الأهالي المجاورين لمسلخ بلدية جرش عشرات الشكاوى بخصوصه على مدى عشرات من السنين ولجميع الجهات المعنية بهذا الأمر ولكن ما من مجيب لشكاواهم ، فالوعود التي كانت تقدم لهم بإيجاد حل لهذه المكرهة الصحية والبيئية وخاصة من قبل بلدية جرش في كل مرة كانت تذهب أدراج الرياح بمجرد مرور أيام على تقديمها ، علما بأن المسلخ مقام على ارض لا تبعد أكثر من خمسون مترا في أحسن الحالات عن بيوت المواطنين بل وعن مدارس الذكور والإناث من أبناء مخيم سوف .
السؤال القديم الجديد والمتكرر ما الذي تنتظره بلدية جرش لإيجاد جل لهذه المكرهة الصحية والبيئية ؟ هل تنتظر إصابة المواطنين بالأوبئة أم تنتظر إصابات جديدة للمواطنين جراء الأفاعي والكلاب الضالة التي تنتشر حول المسلخ ليل نهار بحثا عن بقايا ومخلفات المسلخ لتقتات عليها أم أنها تنتظر تلوث المزروعات بمياه هذا النهر من الدماء ؟ و لأخطر من كل ما سبق هل ستنتظر بلدية جرش لحين تلوث المياه الجوفية وخاصة مياه نبع الشواهد إلذي لا يبعد عن مجرى الوادي أكثر من مئتي مترا فقط والذي يمد المحافظة بمياه الشرب !
مكرهة صحية وبيئية هي حال هذا المسلخ الذي كتبنا بخصوصه عشرات المرات ولم نجد إلا وعودا وهمية سئم أهالي المخيم من سماعها وخاصة تلك التي تأتي على لسان رئيس بلدية جرش لعدم المصداقية في التنفيذ ، التساؤل المطروح من قبل أهالي مخيم سوف هو أين نواب المحافظة وأين أعضاء المجالس المحلية اللامركزية مما يحدث ؟ ترى هل هم بصورة ما يحدث جراء وجود هذا المسلخ أم لا ؟ أم أنهم وصلوا لليأس بسبب عدم تجاوب المسئولين مع كل هذه الشكاوى حول المسلخ وخاصة مع بلدية جرش التي تعتبر المسؤول الأول والمباشر عن هذا المسلخ !
الرسالة التي يوجهها الأهالي للمسؤولين في محافظة جرش هي كفى وعودا لا مصداقية لها ، وحان وقت إيجاد حل هذه المأساة قبل أن تحل الكارثة بوصول نهر الدماء هذا الى المياه الجوفية التي يشربها المواطنين ، نعم كفى ويجب أن تتحرك الجهات المسؤولة بدأ من رئيس بلدية جرش ومدير سلطة المياه ومدير صحة جرش ولجنة تحسين مخيم سوف لتشاهد هذا الأمر على أرض الواقع ولتتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والمهنية تجاه هذه المكرهة الصحية والبيئية وإيجاد حل لها قبل وقوع ما لا يحمد عقباه جراء هذا السيل المتدفق بالدماء ، وكفى وعودا لا مصداقية لها .
أرفق لكم صورا تم التقاطها يوم أمس لهذا النهر من الدماء لعل وعسى أن يشاهدها مسؤول غيور على بلده ويوعز بإنهاء هذه المأساة .ا