إلى الاكاديمية القطرية الدكتورة حنان الفياض..
فراس الطلافحة
جو 24 :
سعادة الدكتورة حنان الفياض، لقد وصلت رسالتك. وشكراً لك، والشكر قليل بما تَفضلتِ به من خلالها بالإطراء الجميل على كرم الأردنيين.
سعادة الدكتورة، لقد قرأ معظم الأردنيين رسالتك الجميلة، وتم تداولها من قبل الكثيرين منهم على مواقع التواصل الإجتماعي. ونحن في الأردن تعودنا وتربينا على أن نَرُدَ السلام بِمثله أو بأحسن منه، وأن ندين بالمعروف إلى أهله ونُثمنه وَنَدِخره في قًلوبنا؛ رصيدا لمن بدأ به يُنفق منه كيف ومتى يشاء، فخزائننا مملوءة بالحب والخير والعطاء، وَحِفظ الجميل لجميع اخواننا على إمتداد وطننا العربي الحبيب، من المحيط إلى الخليج.
سعادة الدكتورة، في الأردن فقط، ما عليكِ سوى إلقاء بذور الخير في أي مكان من ترابه الذي يحمل صفاته أبنائه، حتى وإن نسيتِ مكانها، فستتعهدها تلك الأيادي الكريمة، كما وصفتها، بالرعاية والإهتمام والجود لِتَنبُتَ في طُهرِ ترابه بعد زمن ورداً، وحُباً وأملاً، فالحب في بلادي يا سيدتي، لم يُبدل للآن داره، والعصافير لم تهجر بعد نوافذ وشرفات منازله.
سعادة الدكتورة، بلادي أرض حشد ورباط، ومنها سيكون النصر إن شاء الله، هي مقدسة بوجود الصحابة رضوان الله عليهم على إمتداد مساحة ترابه، وهم الذين رُوٍيَ بدمائهم الزكية، الداخل إليها لا بد أن يخلع نعليه على حدودها او في مطارها، هي لا تقبل نجساً ولا مثير فتنةٍ، وما أدل على ذلك باقة الورد الجميلة ممن يعيشون على أرضها من معظم الأقطار العربية، وممن إضطرتهم ظروف بلدانهم على ذلك.
سعادة الدكتورة، نحن في الأردن، رأس مالنا هو الإنسان، وهو أغلى ما يملكه الوطن وما نراهن عليه بثباتنا وصمودنا بعد أن حُرِم من الثروات الطبيعية ولم يملكها، ولكن هو إمتلك الكثير من المبادئ، والاخلاق والإلتزام تجاه أمته وقوميته وعروبته، وهو غني وحاضرُ بها ما أُستدعيَ إلى ذلك، فجيشه الوحيد من كل الجيوش الذي يحمل اسم الجيش العربي، وكانت عقيدته وما زالت: أن جميع البلاد العربية، هي بلده وواجبه الدفاع عنها، فلم يقدس يوماً خطوطاً وحدوداً وضعها المستعمر حوله. وما هذا الفقر الذي يعيش به هذه الأيام إلا استحقاق يدفعه كضريبه نتيجة عدم رضوخه للدخول في تحالفات من شأنها تقسيم الوطن العربي من جديد، تماما كما تقومون أنتم بدفع مثل هذه الضريبة حالياً.
سعادة الدكتورة، ما أحوجنا الآن في عالمنا العربي المضطرب والممزق إلى أقلام نظيفة، كما هو قلمك بالضبط، غير مأجور بالمال القذر، يكتب بصدق بعيدا عن العنصرية البغضاء، يبحث دائما عما يجمعنا ويحقق أهدافنا بالوحدة والأخوة، ويخرجنا من هذا المستنقع القذر، الذي فُرض علينا، أو دخلناه بإرادتنا.
سعادة الدكتورة، أنت ذكرت الكرم الحاتمي الأردني وقمتِ بصياغته بمداد من الحب والإعجاب من خلال مقالك، ونحن أيضاً تأكدي، لم ولن ننسى كرمكم العربي الأصيل خلال السنوات الماضية، وما زلتم تقدمون الكثير للأردن، بلا منةٍ منكم علينا. فما يحكم العلاقة ما بين البلدين الشقيقين، هي الأخوة والمودة والهدف المشترك، والذي أرسى دعائمها، كُلٌ من جلال الملك عبد الله الثاني بن الحسين، واخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظهما الله، وأدام ملكهما.
* الدكتورة حنان الفياض هي استاذة في اللغة العربية في جامعة قطر، وكانت قد نشرت مقالا عبر الاردن24 تغنّت فيه بالشعب الأردني، وسرعان ما تناقله وتداوله الأردنيون عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن شكرهم وتقديرهم للدكتورة الفياض..
اقرأ أيضا: