الموقف الرسمي الأردني من القضية الفلسطينية
جو 24 :
كتب عيسى غزاوي - لا شك أن أي متابع للشأن العام وشأن القضية الفلسطينية بالذات سوف يصل لنتيجة أن هناك تغيّر واضح في الموقف الأردني الرسمي من القضية الفلسطينية على أكثر من صعيد، أهمها صعيد القدس والمسجد الأقصى المبارك متمثلاً بالوصاية الهاشمية التاريخية عليها ومتابعتها الحثيثة من قبل وزارة الأوقاف الأردنية.
لكن بنفس الوقت لا يمكننا تجاهل وجهة نظر الرأي العام الأردني بكل مكوّناته بخصوص هذا التغيير لا سيما أن أي رأي عام يحتاج إلى أفعال وإجراءات عملية لكي يستطيع الانتقال من مرحلة التشكيك إن صح التعبير لمرحلة التصديق وصولاً لمرحلة الدعم الشعبي للموقف الرسمي.
هذا ما لخصه بيان مقتضب صدر عن إخوان الأردن يطالبون فيه الحكومة "بإجراء جريء" اتجاه المسجد الأقصى ليتولّد في الشارع الأردني إسناد شعبي خلف الموقف الرسمي حتى تحقيق أهدافه لا سيما في حالة التوافق الكبيرة بين الرسمي والشعبي في الأردن اتجاه قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك.
الرأي العام الأردني لا يمكنه أن يتجاهل أن الموقف الرسمي الأردني لم يتفاعل بشكل كافي مع قضية المفقودين والأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني وكل ما يطلبه الأهالي هو ترتيب زيارات كأحد أبسط الحقوق المدنية في العالم والكشف عن مصير المفقودين ومنهم جنود في الجيش العربي، كما وقامت السلطات الأردنية بوقت سابق باعتقال عدد من الناشطين في مجال القضية الفلسطينية بتهمة "دعم المقاومة" وما زال بعضهم للآن مطلوباً على ذمّة هذه القضية.
بالإضافة لمعاناة "أبناء قطاع غزّة" في الأردن باعتبارهم كما الأجانب رغم عدم مطالبتهم بأي مطالب أو حقوق "سياسية" حيث يكلّف تجديد جواز سفرهم 200 دينار للشخص الواحد ومنعهم من الوظائف ومن التملك ومن حقوق أخرى رغم وجود محاولات لا يمكن إنكارها لتجميل هذه الصورة أكثر.
كما لا يمكن للأردنيين أن لا يتذكروا التطبيع الأمني والسياسي بوجود سفارة للاحتلال في قلب عمّان، واتفاقية السلام ببنودها المذلة، وإنشاء مطار إسرائيلي قرب حدودنا وأماكن تمركز جيشنا، واتفاقية الغاز واتفاقية ناقل البحرين.
رغم سعادتنا بالموقف الجريء والمتقدم للأردن الرسمي بما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى وصفقة القرن ومع تقديرنا للضغوطات السياسية الهائلة على الأردن بهذا الخصوص، إلا أنه لا يوجد مبرر لكي يكون الموقف الأردني الرسمي موقف "جريء" وأن يكون أكثر شمولية حتى لو لم يشمل القضايا الكبرى، القضية الفلسطينية عانت وما زالت تعاني من استغلالها من قبل العرب، ولكننا معنيّون بترجمة حقيقية وصادقة لموقفنا من القضية الفلسطينية.