إلى الأديبة الأريبة الدكتورة حنان الفياض
د. هاني العدوان
جو 24 :
إلى الكاتبة القديرة ، الأديبة الأريبة الاستاذة الدكتورة حنان الفياض أستاذة الأدب العربي في جامعة قطر .
بعد التحية،
دفعني مقالك الرائع فنيا ومضمونا للبكاء وملأ عيني بالدموع، وكلما أوغلت فيه كلما تسربت القشعريرة في بدني وازدادت مساحة التوتر في جسمي.
، وفي لحظة تجلي مع سخاء فكرك ساقتني نشوة الفخار في نزعة قوية لإعادة قراءة المقال ثانية وثالثة فأبصرت فسيفسائية تشكلت بحروف ماسية وضاءة تشع بريقا ممتدا من جذور العروبة ، تستحضر قيم الأصالة والشهامة والمروءة التى عبقت بها روحك ايتها الحرة الأصيلة من شقائق الرجال نسل قوم كرام في قطر العروبة اهل الفزعة والنخوة .
ودفعني أيضا أن أمسك قلمي واقول لك أن المسافة التي تفصل عمان عن اخواتها من الخليج إلى المحيط ، ومن الألم الى الوجع، ومن الابتسامة الى الفرح، هي ذاتها المسافة بين العين وكحلها وبين القلب ونبضاته.
نعم هي عمان التي فتحت ذراعيها للمستضعفين في بلادهم، وآوتهم كما يأوي الطفل إلى حضن أمه، ونحن جميعا نتكئ على كتفيها ونرتمي باحضانها، نبلل جدائلها بالدموع، ونمسح عن مآقيها دموع الفرح ودموع الاسى واخواتها في أرجاء بلدنا، نضمد جراحنا، وجميعنا نبحث عن الدفء في حضنها، ونشتم منها رائحة العشق.
ونحن فقد قال فينا كثير عزة كما تعلمين ذات يوم.
إذا قيل خيل الله يوما ألا أركبي
وددت بكف الاردني أنسيابها
وكف الاردني هي اليد البيضاء، وهي ذاتها التي تحمل السيف، وهي ذاتها من يحمل الورود وتزرع الريحان.
ها نحن في وطن يتسع لنا جميعا ، نحمله على الأكف ، نضعه ويضعنا في خبايا الروح.
ونحن مهما ضاقت بنا الدنيا أو اتسعت نمتثل قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. نسأل الله أن نكون كذلك.
وليس آخرا فباسم اهلك، النسخ المكررة من أعجوبة الطائي نوجه لك دعوة ملؤها التقدير لتحلي في ديارك معززة مكرمة ونرد ولو اليسير أمام بوحك الذي عبق عطر كلماته اركان الوطن وملأ فضاءاته شذى عبير حروفه الوضاءة ، وسام يزين صدورنا ما حيينا.