jo24_banner
jo24_banner

لماذا يتطاولون على هذا الوزير؟

ماهر أبو طير
جو 24 :

لست معجبا بالوزير مثنى غرابية، وزير الاتصالات، ولا أود ان أكون معجبا به، وهذه ليست مهمتي، ولست صديقه، ولا أريد أن أصبح صديقه أيضا، وله وظيفته، ولي وظيفتي.

لكن الوزير يتم اضطهاده بطريقة مهينة منذ ان تم توزيره، بذرائع مختلفة، وغالبها ذرائع لا قيمة لها، كان من نتائجها التطاول عليه مرات كثيرة داخل مجلس النواب بالكلام المسيء، فوق إهانته وتصويره خلال هذه الإهانات، وصولا الى الاعتداء عليه وضربه من جانب عدد من النواب، وشيطنته بوسائل كثيرة، باعتباره رمزا غير وطني، يتوجب نبذه وعقابه.

لا تعرف ما هي مشكلة مثنى غرايبة الاصلية مع كل هؤلاء، إذ إن كثرة اتهامه بكونه كان معارضا، ثم تم توزيره، لا تعد تهمة في بلد قام بتعيين انقلابيين عسكريين كوزراء، وفي بلد قام بتوزير عشرات الأشخاص، من المعارضة، فلماذا تم اعتبار كل هذه الحالات دليلا على تسامح الدولة، ومرونتها وعفوها، وانها لا تأكل أبناءها، فيما حالة مثنى غرايبة مختلفة، ولا يجوز توزيره في هذه الحكومة؟!.

اذا كان غرايبة معارضا، وشريكا سابقا في الحراكات، ثم جاء وزيرا، فحاله هنا، حال العشرات من قبله، وربما حال العشرات من المعارضين اليوم، الذين قد لا يمانعون اذا عرضت عليهم الدولة موقع وزير، وربما بعضهم يتمنى ان يأتي متصرفا، او مساعدا لمتصرف، حتى لو انكروا ذلك، او قالوا انهم لا يقبلون مواقع عامة.

هذه ليست مطالعة دفاع عن مثنى غرايبة، لكننا نتحدث عن المبدأ هنا، وقد اتفهم فقط، حنق المعارضة عليه، باعتباره كان معارضا، ثم تحول وللمفارقة الى الوزير المختص بالتشويش على المعارضة الكترونيا، عبر اضعاف بث الانترنت في منطقة الدوار الرابع، لمنع زيادة جاذبية التجمعات كل خميس، او رفع منسوب الاستقطاب بسبب البث المباشر، هذا برغم انكاره الشخصي وانكار حكومته بالتورط في هكذا أفعال.

حكومة الرزاز بلا شك تعاني من وضع صعب، بسبب وجود وزراء يتسببون بأزمات للحكومة، ونلاحظ ان من يقتل سمعة حكومة الرزاز يوميا، وزراء من داخل حكومته، بسبب التفوهات غير المدروسة، او الكلام غير الموزون ارتداده شعبيا، او في وسائل الاعلام، وبهذا المعنى فإن التعديل الوزاري، اذا بقي الرئيس، يعد مخرج نجاة للحكومة، وهو تعديل يبدو اضطراريا وليس اختياريا، اذا حصل الرئيس على ضوء اخضر، ولا نعرف اذا ما كان مثنى غرايبة سيبقى ام سيتم إخراجه، من جانب الرئيس الذي لا يريد المزيد من صداع الرأس، فوق ما في رأسه من هموم؟

بعض الحملات ضد بعض الوزراء حملات منطقية، وبعض الحملات تبدو جائرة، وخلفها اعتبارات شخصية ترتبط بمشاعر الحب والكراهية ولا ترتبط بالاداء الا في حالات محدودة ومعروفة ومفهومة أيضا، لكن حالة غرايبة، تستحق الدراسة وقد يكون خلفها أسباب أخرى ترتبط بشخصية الوزير ذاته، واستفزازه للآخرين او فوقيته، وفقا لما يقولون، وهذا عامل لا يمكن تجاوزه في إدارة العلاقات بين الوزراء والنواب، او بين الوزراء والرأي العام، ويؤدي دوما الى تداعيات سلبية.

في كل الأحوال، فإن ضرب الوزير، او محاولة ضربه امر سيئ ومرفوض، وبرغم اننا شهدنا خلال السنين الفائتة، اكثر من اعتداء على اكثر من وزير، وشهدنا أيضا اغلاقا للطرقات في وجه رؤساء حكومات حاولوا زيارة المحافظات، الا ان هذه الحكومة اتسمت بكونها الأكثر طرداً على مستوى الوزراء في المحافظات، ونقر هنا بأمرين ابرزهما ان الازمات التي تلاحقها كبيرة، فوق ان توزير أسماء كثيرة لم يكن موفقا، ودفع الرئيس كلفتها مباشرة ومن جيبه الخاص قبل العام.

حين يتم طرد الوزراء من المحافظات، وضربهم داخل البرلمان وتقريعهم شعبيا بسبب سوء الإدارة، او التفوهات، فإن على رئيس الحكومة إعادة مراجعة كل هذا المشهد، وكثيرا ما تكون حماية الرئيس لأسماء كثيرة مكلفة وغير براغماتية، مع الإدراك هنا ان هناك حالات كما حالة مثنى غرايبة، بحاجة الى توزين عميق، فقد يكون ظالما، وقد يكون مظلوما.

الغد
 
تابعو الأردن 24 على google news