الحزب الشيوعي يحذر من تهديد السلم في الأردن وزجّه في الصراع السوري الداخلي
أكد الحزب الشيوعي الأردني أن القوات الامريكية لم تكن في أي بلد وطأت اراضيه الا عامل تهديد لأمنه ونسف لدعائم استقراره، واشاعة للفوضى والقتل والدمار، وتهديد للسلم الاهلي في ربوعه.
وطالب الحزب في بيان صادر عنه الحكومة بالتراجع الفوري عن اتباع سياسة مزدوجة تجاه الازمة السورية باطلاق تصريحات ترفض العدوان على سورية، في الوقت الذي تكشف فيه الوقائع على الارض، والتي تتناقلها الصحافة الاجنبية بتوسع، ان هذه التصريحات خادعة ومضللة، وتفتقد للمصداقية وتجافي الواقع !!
بيان صادر عن الحزب الشيوعي الاردني
حول خطط زج الاردن في العدوان على سوريا
يقترب الحلف الأمريكي- الغربي- التركي- الخليجي المعادي لسوريا و شعبها من التسليم، على ما يبدو، بعجز أدواته من عصابات التمرد المسلح، رغم كل ما توفر لها من دعم سياسي ودبلوماسي ولوجستي وتسليحي عن تحقيق ما هو معوّل عليها من اسقاط للدولة السورية وتقويض لدعائم مؤسساتها الوطنية وتفتيت وحدة اراضيه، واحداث للتصدعات والشقوق في لحمة شعبها والاطاحة بنظامها السياسي الذي انتهج سياسة خارجية لم ترق يوما للدوائر الامبريالية والصهيونية والرجعية، دون تجاهل او استخفاف بحقيقة ان هذه السياسة كانت ولا زالت في امس الحاجة لأن تُدعّم وتصان باشاعة الديمقراطية في الدولة والمجتمع، والقيام باصلاحات جذرية سياسية وتشريعية واقتصادية يتوق لها الشعب السوري ويتطلع بشغف لتنفيذها بجدية ودون ابطاء.
ومع انحسار المساحة الواقعة ضمن نفوذ المجموعات المسلحة والجماعات الارهابية التكفيرية تحت الضربات الموجعة للجيش السوري واقترابه من مرحلة حسم الصراع المسلح لمصلحة الدولة السورية وشعبها، انتقلت اطراف هذا الحلف غير المقدس من اتباع اشكال التدخل غير المباشر الى اعداد مسرح العمليات لاشكال من التدخل العسكري المباشر بقصد تعديل موازين القوى لصالح المجموعات المرتبطة به والعميلة له والمتواطئة معه.
يا جماهير شعبنا
ان اكثر ما يثير القلق ويستفز المشاعر هو اقتراب الدوائر الامبريالية، وفي طليعتها الامريكية، ومعها حكومتا قطر والسعودية الضالعتان أكثر من غيرهما في نسج خطط التآمر على سوريا وتنفيذ فصولها المتدحرجة من ادراك النجاح في زج بلدنا وجيشنا في أتون الازمة السورية، وتحويل الاردن الى ممر ومستقر في آن معاً لقوى العدوان وأدواته على سوريا وشعبها، مستغلة أبشع استغلال حاجة الاردن المتزايدة للدعم المالي، بما يحول دون انفجار الازمة الاقتصادية المالية، وموظِفة علاقات التبعية التي يرتبط بها الاردن مع المراكز الامبريالية العالمية، ولاسيما الامريكية، لاملاء سياسات ومواقف على الحكومة الاردنية، تستجيب لمخططات هذه المراكز، غير آبهة على الاطلاق بما يترتب على هذه السياسات والمواقف من تهديد جدي وحقيقي لأمن الاردن واستقراره وانتقال الشرر المتطاير من الحرائق التي ستتأجج في الدولة الجارة الى اراضيه.
وعلينا ان لا ننخدع بالتصريحات التي يطلقها اركان الادارة الامريكية وسفارتها في عمان بأن التواجد العسكري الامريكي من شأنه ضمان أمن الدولة وحمايته. فالقوات الامريكية لم تكن في أي بلد وطأت اراضيه الا عامل تهديد لأمنه ونسف لدعائم استقراره، واشاعة للفوضى والقتل والدمار، وتهديد للسلم الاهلي في ربوعه.
ان حزبنا وادراكاً منه أنه يعبر عن شريحة واسعة من الشعب الاردني يرفض رفضاً باتاً ومطلقاً تحويل بلدنا الى مستقر للقوات الامريكية أياً كانت الحجة والذريعة، ويطالب الحكومة الاردنية التي حاولت في بداية الأمر التستر على الاهداف الحقيقية للتواجد العسكري الامريكي، التي كشفتها وأفصحت عنها دوائر وزارة الدفاع الامريكية، وليس الحكومة الاردنية، كما كان يقتضي الأمر، ان تتراجع على الفور عن اتباع سياسة مزدوجة تجاه الازمة السورية باطلاق تصريحات ترفض العدوان على سوريا، في الوقت الذي تكشف فيه الوقائع على الارض، والتي تتناقلها الصحافة الاجنبية بتوسع، ان هذه التصريحات خادعة ومضللة، وتفتقد للمصداقية وتجافي الواقع !!
يا جماهير شعبنا
بالاعلان عن رفع تعداد القوات العسكرية الامريكية الى عشرين الفاً وبقائها لمدة عام (أي للعام الذي اعلنته الادارة الامريكية عام الحسم للأزمة السورية) وبدء الاستعدادات العملياتية لمناورات "الاسد المتأهب" وكشف النقاب عن لقاءات لممثلين عن الاجهزة الاستخباراتية لعدد من الدول المسؤولة عن تأجيج الأزمة السورية، والمعطلة لتسويتها بالحوار وبوسائل سياسية، بعد ان راجت معلومات تشير الى وجود معسكرات تدريب فوق الاراضي الاردنية، وتحولها لجسر تنتقل عبره المعدات والتجهيزات العسكرية للمجموعات المسلحة داخل سوريا، كل ذلك يضع بلدنا وشعبنا امام تحول خطير في الموقف الرسمي الاردني من الازمة السورية، يتطلب من القوى الوطنية والتقدمية الاردنية المسارعة الى تدارسها، واتخاذ ما يلزم من مواقف واجراءات تعبر عن مصالح الشعب الاردني، أياً كانت التباينات في المواقف من النظام السوري وسياساته، في رفض الخضوع لاملاءات وابتزاز الدوائر الامبريالية الامريكية والرجعية الخليجية، ومقاومة مساعي زج بلدنا وقواتنا المسلحة في الصراع السوري الداخلي، والتزام الحياد الايجابي تجاهه، بما يجنب شعبنا وبلدنا تداعيات هذا الصراع الذي لا يستفيد من استمراره سوى اعداء شعبنا الاردني وشعوبنا العربية كافة، والذي ليس له ولها أي مصلحة في تأجيجه والانخراط فيه بأي شكل من الاشكال .
عمان في 22/4/2013
الحزب الشيوعي الاردني