هل السلام خيار استراتيجي ..؟

 الدعم القوي الذي قدمه ويقدمه الرئيس الأميركي ترامب لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يهدف من خلاله ترامب لخطب ود اللوبي اليهودي في أمريكا لدعمه في الانتخابات الرئاسية الامريكيه العام القادم وذلك لضمان نجاحه في ولاية رئاسية ثانيه خاصة في ظل ما تعانيه إدارته من مشاكل ابتدأت بعد نجاحه مباشرة من استقالات وغيرها ، هذا الدعم الذي تجاهل من خلاله الرئيس ترامب كل القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي وغيرها يهدف أيضا للتأثير في الانتخابات الاسرائيليه وضمان نجاح شريكه نتنياهو في الانتخابات .

استغل الرئيس الأمريكي الوضع العربي المفكك والحزين بعد إنهاك العراق بالحصار والحرب وبعد ما سمي بالربيع العربي وانشغال بعض الدول العربية بقضاياها الداخلية وأخرى منشغلة بالخطر الإيراني وتشكيل تحالفات ...الخ ،واصدر قراراته من طرف واحد بنقل السفارة إلى القدس واعتبارها العاصمة الابديه لدولة الاحتلال ودعمه لقانون يهودية الدولة وغض الطرف عن الانتهاكات الاسرائيليه للمسجد الأقصى وأخيرا وليس آخرا اعتبار الجولان ارض إسرائيليه والحديث الآن وعلى لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيته في تمديد السيادة الاسرائيليه وضم المستوطنات لدولة إسرائيل وممكن ضم الضفة الغربية كلها إلى السيادة الاسرائيليه في حال نجاحه في الانتخابات وبذلك يكون قد أعلن وفاة اتفاقية أوسلو .

في ظل ما تقدم من مشهد معقد وخطير يقف الأردن وحيدا في مواجهة هذه القرارات التي تمس المصالح العليا للدولة الاردنيه وعلى رأسها الوصاية الاردنيه الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس وبتوافق وانسجام ما بين الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجلالة الملك الذي يتحدث بوضوح عن رفضه لما يشاع عن التوطين والوطن البديل والمساس بالقدس وبالوصاية الهاشميه على المقدسات فيها ويجوب العالم لحشد التأييد والدعم للموقف الأردني الرسمي وأخرها تثبيت الوصاية الاردنيه الهاشمية على المقدسات في قرارات القمة العربية الاخيره .

بتقديري وفي ظل الواقع العربي الحالي يجب الاعتماد على الشعب الفلسطيني في الداخل والشعب الأردني بكل مكوناته للوقوف بوجه الغطرسة الامريكيه الاسرائيليه لأن الشعوب بالنهاية هي بيضة القبان (إن جاز التعبير) وبتقديري أيضا يجب إعادة النظر بشعار "السلام خيار استراتيجي " .