في نقد مجلس نقابة الصحفيين: هل غركم البهرج الكذاب؟!
جهاد ابو بيدر
جو 24 :
انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. ربما لم يسمع زميلي نقيب الصحافيين وبعض زملائه من أعضاء مجلس النقابة بمثل هذا الأمر لانشغالهم الشديد بمحاربتنا والبحث عن أي اساءة لالصاقها بنا بدلا من دفاعهم عنا..
كتب الزميل جهاد أبو بيدر، الثلاثاء، مقالا وجّه فيه نقدا لاذعا لأداء مجلس نقابة الصحفيين ونقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة وتخاذل النقابة في نصرته لدى اعتقاله من أمام مبنى قناة الاردن اليوم على خلفية شكوى جرائم الكترونية اثر منشورات كتبها حول قضية "دمغة الذهب".
وقارن أبو بيدر بين أداء الزميل السعايدة وأسلافه الزميلين طارق المومني وعبدالوهاب الزغيلات، مذكّرا مجلس النقابة الحالي بالهدف الأساسي من وجود النقابة ومسؤوليتها في الدفاع عن منتسبيها.
وتاليا مقال أبو بيدر المفرج عنه الاثنين:
كتب الزميل جهاد أبو بيدر -
لم أكن من أنصار مجلس النقابة الحالي، بل وبكل شجاعة أعلنت موقفي منذ البداية بأن أكون ضده، ولكن إن فاز فإنني أصدع لقرار الأغلبية.. كنت أتمنى على زميل الدراسة والصحافة الأسبوعية والزميل في العمل النقابي راكان السعايدة أن يوضح ما قصده بمنشوره "احنا بنعرف بس بنحرف".. لأنني فعليا لا أعرف من الذي كان يعرف ثم حرف..
لأذكر الزميل وبعض أعضاء مجلس النقابة أنني كنت رئيسا للجنة الحريات في النقابة لأكثر من دورة، مع المخضرمين عبدالوهاب زغيلات وطارق المومني حينما كانا نقيبين، وأذكر تماما أنهما لم يمانعا يوما من دفاعي عن زملاء المهنة حتى لو لم يكونوا أعضاء هيئة عامة. بل أذكر أننا كنا نتدخل بقضايا صحافيين ليس لها علاقة بالحريات الصحافية وأذكر أنهما كانا يتواجدان في قاعة المحكمة أو في أي وقت مكان للتوسط لزميل هنا أو زميل هناك..
كان طارق المومني يركض في المحاكم ويتواجد أكثر من المحامين في قضايا كثيرة، وكنت معه دائما.. وكان عبدالوهاب زغيلات أيضا يتدخل حتى في قضايا ديون للصحافيين، لم يعارضا يوما اصداري أي تصريح لصالح أي زميل حُبس أو طُلب للتنفيذ القضائي، وكانت علاقه الصحافيين ونقابتهم أكثر قوة رغم بعض الخلافات الكثيرة التي كانت تثور بيننا في كثير من الأحيان، وكذلك الخلافات بين الكثير من الزملاء والنقيبين. باسل العكور "لحاله كان عامل قلق" للنقيبين لكنني لم أشهد في أي مرة أنهما مثلا قاما بالاساءة لزميل لهم مهما تحدث عنهم أو اتهمهم..
الزميل العزيز النقيب وزملاؤه في مجلس النقابة مستثنيا بعضكم، كان الأولى بكم أن تسالوني عن قصتي قبل أن تصدروا حكمكم عليّ وكأنني سقطت سقطة مدوية كنتم بانتظارها، وبدلا من الوقوف مع زميلكم بعضكم التزم الصمت والبعض الآخر كان يهمس من تحت الطاوله بتصريحات ضدي، أما النقيب فأدلى بدلوه بأن زملاءه الذين وقفوا معي يعرفون ويحرفون!
كيف يقبل النقيب على نفسه أن يصدر مجمع النقابات الذي هو عضو فيه بيانا ولا تجرؤ النقابه أن تتحدث ولو بتصريح. لأفترض أن أنني ارتكبت جريمة أو أخطأت خطأ فادحا أسأت به مثلا للصحافة وللنقابة، ألا يستوجب ذلك معاقبتي وتحويلي إلى مجلس تأديبي ولكن بعد التحقيق معي ومعرفة ما اقترفته يداي؟ أم أن النقابة "شاطرة" فقط بأرسال مسجات النعي أو طلب الرسوم؟!!
زملائي الأعزاء أعضاء مجلس النقابة.. ماذا أريد أنا من نقابتي غير موقف؟ إن لم تكن مقتنعة به على الأقل فلتدعُ لاجتماع تستفسر فيه عن أصل الحكاية بتفاصيلها، ولتصدر بعد ذلك البيان الذي تريد، حتى لو كان قرار فصلي من النقابة إن اسأت لزملائي أو للمهنة. أما أن يتم الحكم بهذا الشكل العدائي تصفية لمعركة انتخابية كنت فيها معارضا للنقيب وليس لشخصه فأين حق الزمالة المفترض بيننا كزملاء مهنة؟؟ أليس المتهم بريئا حتى تثبت ادانته؟؟ أليست النقابة هي البيت والمظلة التي نلجأ إليها حينما تشتد بنا المحن؟ لماذا تهربون عند كل اعتصام وعند كل احتجاج وعند كل موقف؟؟
لم أنتخب نصفكم، ولكن حقّ من انتخبوكم عليكم أن تكونوا بحجم المسؤولية التي -وحتى اللحظة- لم تسجلوا موقفا جماعيا واحدا يسجل لكم.. هل غركم البهرج الكذاب -على رأي كاظم الساهر-؟ هل تبحثون عن مكاسب ومواقع حتى ولو على حساب وعودكم لناخبيكم من زملائي الذين انتخبوكم وأنا لم أصوت لنصفكم؟
حينما كنت رئيسا للجنة الحريات رن هاتفي بعد منتصف الليل وإذا بزميل لي يقول أنه مقبوض عليه في المطار بقضية مطبوعات، ركبت سيارتي وتوجهت إلى المطار، وبالمناسبة الزميل لم يكن عضو هيئة عامة، وحينما وصلت اكتشفت أن القضية مالية وليست حريات، تكفلت باخراج الزميل وعدنا إلى بيته ولم نقم إلا بما يمليه علينا واجبنا ولم نقم بفضح الزميل بل على العكس عملنا المستحيل لمساعدته نقابيا ومن زملاءنا ميسوري الحال.. وهل وُجدت النقابه فقط لتنظيم المهنة واصدار القوانين والبحث عن مكاسب؟ أم أنها وجدت لتكون الدرع الواقي والسلاح المدافع عن أبناء المهنة سياسيا واجتماعيا ووظيفيا واقتصاديا؟!!
الزملاء أعضاء مجلس النقابة الأفاضل، أنتم من تعرفون وتحرفون وليس نحن، والنقابة أصبحت عبئا ثقيلا على معظمنا حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها، أنا طرف في خلاف معكم منذ الانتخابات، فإذا كان ما فعلتموه بقضيتي هو ردّكم فشكرا لكم.. لدي باسل العكور تحديدا بحجم مجمع نقابات، ولدي زملاء آخرين ليسوا أعضاء في النقابة بحجم الوطن، ولدي أصدقاء وأحبة وقراء بحجم العالم، فلست بحاجه لكم.. والحكم عليكم جاء من أعضاء من مجلسكم يرفضون السير في درب أنتم اخترتموه لمواجهة زملاءكم..
والله من وراء القصد..