أحدث أفلام المخرج الفرنسي المثير للجدل ليوس كاراكس في مسابقة (كان)
راى المخرج الفرنسي المثير للجدل ليوس كاراكس النور العام 1960 في احدى ضواحي باريس بفرنسا، لاسرة صغيرة مكونة من ام اميركية ووالد فرنسي .
بدأ كاراكس مشواره في كتابة النقد السينمائي قبل ان يتحول عنها في اخراج مجموعة من الأفلام القصيرة، من بينها فيلمه اللافت (لقاء فتى بفتاة) 1984، الذي اثبت فيه انه صاحب موهبة تمتلك خصوصيتها الجمالية والدرامية المؤثرة .
شكل كاراكس حالة خاصة وفريدة في عالم الاخراج السينمائي بفرنسا، حيث يعيش في انزواء عن اجياله من السينمائيين، لكنه في الوقت ذاته يحظى بميزانيات غير مسبوقة في تحقيق الافلام الفرنسية، وكان لفت الانظار اليه بفيلمه الروائي الطويل (دم فاسد) العام 1986، وفيه بحث بصري خلاب وقاتم وعنيف في تعقيدات مفهوم الحب في العالم المعاصر.
وينتمي الفيلم باسلوبيته الى التيار الذي شكل النماذج المضيئة في السينما الفرنسية الموجة الجديدة، كاشفا فيه عن طاقة تمثيلية ابداعية للنجمة الفرنسية جولييت بينوشيه – الحائزة لاحقا عن جائزة اوسكار في دورها بفيلم (المريض الانجليزي) - في دور مغاير لاداء ادوار زميلاتها من الممثلات في السينما الفرنسية .
اتسمت اشتغالات كاراكس لاحقا في افلامه القليلة خلال ربع قرن من الزمان بتلك التيمة التي درج عليها باعماله السينمائية التي بالكاد تتجاوز اصابع اليد الواحدة، حيث نجح في صياغتها وفق تأثيراته ولمساته الخاصة المشبعة باجواء العزلة والحياد عن وتيرة ايقاع مجتمعه، لكنها تبدو جميعا كانها تغرف من الهامش وتلاوينه المخضبة بعوالم الجريمة والغرق في تأمل مصائر الذات المليئة بصنوف التشاؤم والشك، رغم كل تلك الخيوط الرومانسية المستمدة من شغف المخرج بالشعر والموسيقى التي تنهض على الحان واغنيات مستمدة من قطاعات في الثقافة الاسيوية والافريقية واللاتينية.
في العام 1991 قدم كاراكس فيلمه اللافت (عشاق الجسر الجديد) في ميزانية انتاجية ضخمة ادت الى انهيار شركة الانتاج الا ان الفليم رغم الدور البليغ الذي اضطلعت به النجمة بينوشييه وتلك الاراء الايجابية التي تثني على الفيلم وفكرته غير المسبوقة التي تحتفي بمهمشي باريس، الا انه لاقى الصد من رواد شبابيك التذاكر .
على هذا المنوال اثار كاراكس الصخب والجدل النقدي بفيلمه المعنون (اكس بولا ) 1999 في عمل تصالح فيه على نحو استثنائي له مع تلك اللغة السينمائية التي عرف بها مخرجون كبار لهم بصمتهم الخاصة في الإبداع في التعاطي مه الاحاسيس والمشاعر الانسانية الاتية من أسلوبيته الشاعرية وتصويره الفطن لعذابات الحب المستمدة عن نص يحكي قصة مجرم مضطرب الشخصية يرتكب سلسلة من حوادث القتل الشديدة الالتباس والغموض.
في هذا العام تمكن كاراكس من انجازه الجديد المعنون (الات معتبرة) الذي ينبش في وقائع غريبة وعجيبة تجمع في ثناياها ثقافات متعددة في المجتمع الباريسي، ويشارك الفيلم بالمسابقة الرسمية في مهرجان (كان) السينمائي الذي تنطلق فعالياته الشهر الجاري ويمنح العمل الفائز جائزته الكبرى المسماة السعفة الذهبية. "الراي"