جامعات داحس والغبراء
مشاجرة نشبت بين طالبين في جامعة الحسين بمعان، ما لبثت أن تحولت إلى مشاجرة عشائرية دامية، استخدمت خلالها الأسلحة النارية وأسفرت عن وفاة 4 طلبة، وإصابة 24 من موظفي وطلبة الجامعة وصفت حالة احدهم بالحرجة.
"داحس والغبراء" تكرّر ذاتها في الجامعات الأردنيةفي مظاهر يندى لها الجبين، غير أن هذا الواقع لم يأت من فراغ، فقد كتب كثير من المتخصصين بالعنف الاجتماعي الكثير من الدراسات، كما وضعت استراتيجيات للحد من العنف الجامعي والقضاء عليه، لكن للأسف كل هذه الخطط بقيت على الرف لأن أحدا من المسؤولين لا يمتلك الرغبة أو القدرة على تغيير واقع الحال.
في ظل التواطؤ الرسمي، لم تعد الجامعات أماكن للعلم، بل اصبح كل والد او والده له ابن او ابنة في أية جامعة يخشى عليهم ويعتبر عودتهم سالمين الى بيوتهم معيار النجاح، وليس التحصيل العلمي !!
لم يتغير الاردنيون بتاتا، وبالتالي فإن ما يجري في جامعاتنا هو نتاج سياسات رسمية، وما زالت الدولة تعمل على تدوير نفس القيادات الادارية التي صنعتها الاجهزة بعد أن ثبت فشلهم في كل موقع استلموه. ما يجري هو اعتداء على صورة المواطن الاردني وما زالت الحكومة "غايبة فيلة" وتتعامل مع الموضوع وكأن ما نشهده يدور في الصومال. نقول طفح الكيل وما يجري ليس مصادفة وعلى قوى المجتمع الحي ان تأخذ زمام المبادرة ولا تنتظر الجمود الرسمي الذي شوه صورة المجتمع بسياساته الحمقاء او المقصودة.