ثلاثة أيام قبل مؤتمر البحرين لتسعير فلسطين: لماذا لا يدفن الاردن صفقة القرن بعدم الحضور؟!
جو 24 :
أحمد الحراسيس - ثلاثة أيام فقط قبل انعقاد مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي يقول مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إنه المرحلة الأولى من "صفقة القرن"، حيث سيُركز على جذب المستثمرين والبحث عن مانحين لبناء الاقتصاد الفلسطيني، قبل أن يُطلّ علينا صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره وعرّاب الصفقة جاريد كوشنر اليوم بتصريحات يلمح فيها ضمنا أن "ثمن التنازل عن فلسطين سيكون استثمارات بخمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان ومصر".
وتأتي تصريحات غرينبلات وكوشنر في ظلّ تمسّك الفلسطينيين بقرار مقاطعة المؤتمر، واصرار الأردن على موقف رمادي تجاهه؛ تارة باستخدام بعض الاعلاميين -المكشوفين- لترويج المشاركة في المؤتمر الذي يطلق عليه مراقبون "مؤتمر تسعير فلسطين" وتارة أخرى بقول وزير الخارجية وشؤون المغتربين إن المشاركة "ليست بداية التاريخ ولا نهايته" والقول إن "الاردن يدرس الدعوة للمشاركة في مؤتمر البحرين".
الواقع أن تصريحات الصفدي لم يعد لها ما يبررها في ظلّ تأكيدات الولايات المتحدة على أن مؤتمر البحرين هو المرحلة الأولى من صفقة القرن، أي أن المشاركة فيه تعني القبول من حيث المبدأ بالصفقة التي يعتبرها الفلسطينيون "صفعة القرن".
لا نعلم كيف يمكن أن يبرر الأردن الرسمي ويقنع الأردنيين والفلسطينيين بجلوسه على طاولة مفاوضات تبحث "خطة سلام" تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية التي تجاهر وتفاخر بانحيازها للعدوّ الصهيوني، والتي ضربت المصالح الأردنية والفلسطينية والعربية عرض الحائط لدى اعلانها اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي واعتبار أراضي الجولان المحتلة تحت السيادة الاسرائيلية، بالاضافة إلى الممارسات الأمريكية الأخرى من محاولات خنق الاونروا وتصفية حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.
وأخيرا، لماذا لا يطلب الأردن اثبات الولايات المتحدة حسن نواياها باعلان تراجعها على قرار اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي قبل انعقاد مؤتمر البحرين؟ أم أن معارضتنا لهذا القرار الأمريكي كانت صورية؟! ولماذا لا ندفن صفقة القرن مرّة وللأبد بمقاطعة مؤتمر البحرين وعدم حضوره خاصة وأن الطرف الأهم -فلسطين- يُقاطع هذا المؤتمر؟!