من يجرؤ على دخول الجنوب؟!
ماهر أبو طير
جو 24 : على مدى سنوات تم التحذير من قطع الروابط بين الدولة والناس،ولم يسمعنا احد،لان التعامل مع الناس بفوقية بات مسيطراً،ولان ادارة العلاقة بين الدولة وهذه المناطق باتت تتم عبر الايميلات والواتس اب والداتا شو في حالات اخرى.
رفعت الدولة يدها عن الناس وتخلت عنهم،وباتت تقول اننا دولة غير رعوية،لكنها بالمقابل لم تقدم بديلا للناس عبر الحقوق المصانة قانونياً،من تعليم وعلاج وعمل،والذي يريد ان يتخلى عن الرعوية عليه ان يقدم للناس بديلا عنوانه العدالة،لا ان يدير ظهره فقط.
اشارات الغضب التي توالت من الجنوب،قديمة،والاسباب متنوعة،وقد وصلنا الى مرحلة لايجرؤ فيها اي رئيس حكومة على دخول محافظات الجنوب،لا في مهمة عمل،ولاتلبية لغداء او عشاء،ولدينا اكثر من خمس قصص لرؤساء حكومات تعرضوا فيها الى خشونة غير مسبوقة،وبما يتجاوز المعيار الاجتماعي ايضاً،بما يؤشر على فقدان الثقة.
هذا يقول الكثير وماهو فوق سوء الفهم بين محافظات الجنوب والدولة،ويأخذنا الى حالة من الطلاق الصامت والمكلف بين الطرفين.
محافظات الجنوب الاغنى في البلد، واهلها الافقر، واليوم يتم اتهامهم بقطع الطرق وابتزاز الدولة والتخريب،ويتم لسعهم بتعليقات تخفي خلفها الكراهية وسوء الاخلاق، فيما لم يعد هناك احد له خاطرعندهم،لانائب ولاوزير ولاشيخ عشيرة،فالطلاق بات ُمشّهراً.
هناك تيارات سياسية في البلد تتاجر بقصة الجنوب بطريقة مكشوفة وغبية لتلطيخ سمعة الناس،وفي حالات عبر التباكي والتذاكي على الجنوب واهله فيما المقصود «رش السكر على الموت» وشق صفوف الناس عبر تعظيم المظلومية واثارة النفوس والاحقاد.
ليس من خطر كما سقوط الحرمة التاريخية للنمطية الاجتماعية المتعلقة بالجاهات،وقد رأينا ان العطوة التي جرت بين اهل البادية الجنوبية ومعان،وهم اهل،لم تصمد الا ساعات،فيما المواجهات مع الامن والدرك تشتد ليلا،وهذا يقول انه لم يبق هناك خط احمر،لا لجاهة كريمة ولا لقانون ودولة.
مايجري غير طبيعي،فأما هناك تعمد لترك البلد يأكل بعضه البعض،واما هناك ايد داخلية غاضبة لحساباتها وتريد الانتقام وجر البلد الى فوضى عارمة،او ان هناك ايد خارجية لها حسابات في الاقليم وتستعمل ادوات محلية لدب الفوضى في البلد،كرد فعل على مد الاردن ليده الى ملفات الاخرين وحرائقهم.
سفك دم الناس في الجامعات امر غير مقبول ابداً،والتراخي في المعالجة الامنية يثير الاستغراب،وكأنه يراد ادامة الازمة،ورد الفعل الشعبي لايعبر عن اللحظة،بل يعبر عن مخزون متوارث ومكتوم من الغضب جاء توقيت خروجه من مصباحه السحري.
من هو المسؤول القادر اليوم على الذهاب الى مناطق الجنوب،لحل هذا الاشكال الخطير الذي قد يجر البلد لاقدر الله الى خراب كبير،ومن يمتلك منهم الشرعية والشعبية والقبول والجرأة والشجاعة للدخول وسط هذه المعمعة؟!.
الارجح ان لا احد يجرؤ على الخروج بسيارته الى مناطق البادية الجنوبية ومعان،لان الناس مستفزة،ولان المسؤول لايتذكرهم الا في الليلة الظلماء،فقد تم هجر هذه المناطق،ولايمكن اذكاء الغزل من طرف واحد في ليلة واحدة.
هذا ماجنته سياسات الدولة المتقلبة،والفوقية،والقائمة على ازدراء العامة والفقير والمسكين والمحتاج،والمتعطل عن العمل،والباحث عن وظيفة،وهذا حصاد مر لغياب دولة القانون والعدالة،ولعدم وجود روابط سياسية وانسانية بين اسماء كثيرة والناس في كل مكان.
تحليل مشهد الجنوب قابل لالف تفسير،من اتهام المناهج،مروراً بأجواء العنف التي تغذيها الاغنية الوطنية،وصولا الى غياب الدولة ،ووجود تصفية حسابات بين اطراف كثيرة،وماهو اهم من التفسيرات ان نجد حلا لهذا المشهد الذي يأخذ كل البلد الى حافة الانهيار،وعندها لم ينفع التلاوم.
قد تنطفئ هذه الفتنة بالقوة او برحمة الله،لكنها مؤهلة للانفجار مجدداً،في اي مكان آخر،لاننا لانعالج الاسباب جذرياً،وقصير النظر من يعتقد ان الفتنة تتبدى في الجنوب فقط،لانها قد تأخذ كل البلد معها،دون ان تستثني احداً.
يبقى السؤال....من المستفيد من هكذا اوضاع؟!.
رفعت الدولة يدها عن الناس وتخلت عنهم،وباتت تقول اننا دولة غير رعوية،لكنها بالمقابل لم تقدم بديلا للناس عبر الحقوق المصانة قانونياً،من تعليم وعلاج وعمل،والذي يريد ان يتخلى عن الرعوية عليه ان يقدم للناس بديلا عنوانه العدالة،لا ان يدير ظهره فقط.
اشارات الغضب التي توالت من الجنوب،قديمة،والاسباب متنوعة،وقد وصلنا الى مرحلة لايجرؤ فيها اي رئيس حكومة على دخول محافظات الجنوب،لا في مهمة عمل،ولاتلبية لغداء او عشاء،ولدينا اكثر من خمس قصص لرؤساء حكومات تعرضوا فيها الى خشونة غير مسبوقة،وبما يتجاوز المعيار الاجتماعي ايضاً،بما يؤشر على فقدان الثقة.
هذا يقول الكثير وماهو فوق سوء الفهم بين محافظات الجنوب والدولة،ويأخذنا الى حالة من الطلاق الصامت والمكلف بين الطرفين.
محافظات الجنوب الاغنى في البلد، واهلها الافقر، واليوم يتم اتهامهم بقطع الطرق وابتزاز الدولة والتخريب،ويتم لسعهم بتعليقات تخفي خلفها الكراهية وسوء الاخلاق، فيما لم يعد هناك احد له خاطرعندهم،لانائب ولاوزير ولاشيخ عشيرة،فالطلاق بات ُمشّهراً.
هناك تيارات سياسية في البلد تتاجر بقصة الجنوب بطريقة مكشوفة وغبية لتلطيخ سمعة الناس،وفي حالات عبر التباكي والتذاكي على الجنوب واهله فيما المقصود «رش السكر على الموت» وشق صفوف الناس عبر تعظيم المظلومية واثارة النفوس والاحقاد.
ليس من خطر كما سقوط الحرمة التاريخية للنمطية الاجتماعية المتعلقة بالجاهات،وقد رأينا ان العطوة التي جرت بين اهل البادية الجنوبية ومعان،وهم اهل،لم تصمد الا ساعات،فيما المواجهات مع الامن والدرك تشتد ليلا،وهذا يقول انه لم يبق هناك خط احمر،لا لجاهة كريمة ولا لقانون ودولة.
مايجري غير طبيعي،فأما هناك تعمد لترك البلد يأكل بعضه البعض،واما هناك ايد داخلية غاضبة لحساباتها وتريد الانتقام وجر البلد الى فوضى عارمة،او ان هناك ايد خارجية لها حسابات في الاقليم وتستعمل ادوات محلية لدب الفوضى في البلد،كرد فعل على مد الاردن ليده الى ملفات الاخرين وحرائقهم.
سفك دم الناس في الجامعات امر غير مقبول ابداً،والتراخي في المعالجة الامنية يثير الاستغراب،وكأنه يراد ادامة الازمة،ورد الفعل الشعبي لايعبر عن اللحظة،بل يعبر عن مخزون متوارث ومكتوم من الغضب جاء توقيت خروجه من مصباحه السحري.
من هو المسؤول القادر اليوم على الذهاب الى مناطق الجنوب،لحل هذا الاشكال الخطير الذي قد يجر البلد لاقدر الله الى خراب كبير،ومن يمتلك منهم الشرعية والشعبية والقبول والجرأة والشجاعة للدخول وسط هذه المعمعة؟!.
الارجح ان لا احد يجرؤ على الخروج بسيارته الى مناطق البادية الجنوبية ومعان،لان الناس مستفزة،ولان المسؤول لايتذكرهم الا في الليلة الظلماء،فقد تم هجر هذه المناطق،ولايمكن اذكاء الغزل من طرف واحد في ليلة واحدة.
هذا ماجنته سياسات الدولة المتقلبة،والفوقية،والقائمة على ازدراء العامة والفقير والمسكين والمحتاج،والمتعطل عن العمل،والباحث عن وظيفة،وهذا حصاد مر لغياب دولة القانون والعدالة،ولعدم وجود روابط سياسية وانسانية بين اسماء كثيرة والناس في كل مكان.
تحليل مشهد الجنوب قابل لالف تفسير،من اتهام المناهج،مروراً بأجواء العنف التي تغذيها الاغنية الوطنية،وصولا الى غياب الدولة ،ووجود تصفية حسابات بين اطراف كثيرة،وماهو اهم من التفسيرات ان نجد حلا لهذا المشهد الذي يأخذ كل البلد الى حافة الانهيار،وعندها لم ينفع التلاوم.
قد تنطفئ هذه الفتنة بالقوة او برحمة الله،لكنها مؤهلة للانفجار مجدداً،في اي مكان آخر،لاننا لانعالج الاسباب جذرياً،وقصير النظر من يعتقد ان الفتنة تتبدى في الجنوب فقط،لانها قد تأخذ كل البلد معها،دون ان تستثني احداً.
يبقى السؤال....من المستفيد من هكذا اوضاع؟!.