حتى يكون النائب جزء من الحل
تابعنا نقاش مجلس النوب في جلسته المخصصة لمعالجة العنف الجامعي وفيها كان هناك اجماع على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بعد ان استفحلت واصبحت احد مهددات السلم الاهلي واحد عوامل عدم الاستقرار في البلد التي إن تركت دون حل ستخلق كل شروط الفوضى الضارة.
واللافت أن هناك طلبا نيابيا ينادي باستقلال الجامعات، وهذا مطلب وربما متطلب هام نحو اعادة الدور الوطني الصحي للجامعات بعد أن تحولت الى ساحة لتصفية حسابات معروفة لن نتطرق لها في هذه العجالة، لكن حتى يستقيم الامر لا بد من التوقف عند مسألة استقلالية الجامعات وهنا نريد ان نلفت النظر الى الدور السلبي الذي يقوم به الكثير من النواب، ففي الاسبوع الماضي لاحظنا زيارات قام بها اعضاء من مجلس النواب لمقابلة رئيس الجامعة أو عمداء الكليات وكان الطلب في الغالب لتحقيق واسطة ، وعادة ما يلوح النائب لرئيس الجامعة بأنه يقدر دوره وأنه يقدم له شبكة امان في المجلس! طبعا الكلام المعسول يحمل في ثناياه تهديدا مبطنا لرئيس الجامعة مفاده ان بقائه في منصبه يتطلب تعاونا مع حضرة النائب المحترم.
هناك أمران نطالب بهما حتى يتمكن النائب من ممارسة دوره في هذه القضية على وجه التحديد: اولا التعميم على الجامعات بعدم السماح لأي نائب مهما كان أن يستمر في تدريسه في الجامعات، فهناك عدد منهم حصل على مساقات تدريس في الجامعة بعد أن اصبح نائبا، لا نريد أن نتوقف عند حقيقة أن بعضهم لا يتقيد بمواعيد المحاضرات ولا توجد لهم ساعات مكتبية ويمارس نوعا من الاستعراض امام الطلبة حول بطولاته النيابية. والأمر الآخر هو على رؤساء الجامعات التصريح للاعلام عندما يتعرض رئيس الجامعة الى اي مطلب من أي نائب، فبقاء رئيس الجامعة من عدمه هي نتاج تقييم أكاديمي وليس من شأن البرلمان ولا يجوز أن يلوح به لاخضاع رؤساء الجامعات. التدخلات في الجامعة مرفوضة وخاصة عندما تأتي هذه التدخلات من قبل نواب يسعون في الغالب لثني الادارة الجامعية عن اتخاذ اجراءات من شأنها التخفيف من حدة العنف الجامعي.