الباص السريع يحول شوارع عمان إلى نقاط غلق كاملة.. ويضع الشواربة أمام خيارين
جو 24 :
أحمد الحراسيس - يبدو أن أمانة عمان ما زالت غير مدركة لحجم الكارثة التي تسببت بها جراء تنفيذها مشروع الباص السريع بشكل بعيد عن كلّ الأسس والمبادئ التي يُفترض أن تحكم عمل مثل هذه المشاريع الكبرى، فقد تسبب سوء ادارة الملفّ بشلل شبه تام في معظم شوارع العاصمة الرئيسة وخسائر كبيرة تكبدها المواطن والتاجر على حدّ سواء..
البداية كانت مع قرار الأمانة فتح أكثر من جبهة لانجاز مشروع الباص السريع، حيث بوشر العمل على المشروع في عدة مناطق بشكل متزامن وبشكل فرض تحويلات مرورية واسعة في أرجاء العاصمة، وحوّل شوارع رئيسة إلى نقاط غلق كاملة تزدحم بآلاف المركبات المتوقفة بشكل تام، وخاصة في (طبربور، المدينة الرياضية، صويلح، مرج الحمام)، وهذه مناطق تمثّل نقاط ربط شمال عمان بجنوبها مرورا بغربها..
الكارثة الأخرى، أن قطع الطريق بين شمال وغرب وجنوب عمان لم يلق الاهتمام الكافي من أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة؛ فالمتابع للمشروع يلاحظ أن العاملين فيه يتوقفون عن العمل نحو الساعة الثالثة عصرا ولا يتواصل العمل طيلة الـ24 ساعة، وكأنهم موظفون حكوميون، الأمر الذي يطرح تساؤلا فيما إذا كان المشروع من تنفيذ موظفي الأمانة أنفسهم؟!
يذكر العمانيون كيف كان انجاز النفق على التقاطعات الرئيسة في عهد أمين عمان السابق الدكتور ممدوح العبادي يتمّ خلال أربعة أشهر على أبعد تقدير، وكيف كان الأمين حينها يتابع أعمال المشروع في ساعات الفجر الأولى وعند الغروب للاطمئنان على تواصل العمل وعدم توقفه، كما يذكر الجميع أيضا كيف تعامل العبادي وعوّض المواطنين والتجار عن الأضرار التي كانت تلحق بهم من المشاريع الكبرى..
الحقيقة أن ادارة الشواربة لمشروع الباص السريع أرهقت العمانيين الذين أصبح كثير منهم لا يطيق الخروج من منزله كي لا يعلق في الأزمات الممتدة على طول شوارع شمال وجنوب وغرب العاصمة، تماما كما أن سوء الادارة تسبب باغلاق العديد من المحلات التجارية التي تكبّد أصحابها خسائر فادحة جراء الاغلاقات والتحويلات المرورية طويلة الأمد بشكل يثير التساؤلات حول مسؤولية الحكومة والأمانة عن تعويض المتضررين من هذا المشروع..
الشواربة اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما أن يعترف بعجزه ويستقيل فورا من موقعه، أو أن يتدخل لانهاء العمل في المشروع بالسرعة القصوى وانهاء المعاناة التي يعيشها العمانيون، وتخليصهم من العذاب المقيم الذي يتجرعونه يوميا خلال اضطرارهم للانتقال من مرج الحمام إلى طبربور والمدينة والجبيهة وصويلح وبالعكس.