يحدث في الاردن فقط ..
مي بصبوص
جو 24 :
في الاردن يعمل الدكتور والمهندس والأكاديمي بائعاً مُتجوّلاً ـ أو فرّاناً ـ أو عامل بناء ،، ويُعيّن الجاهل والأُميّ رئيساً لجامعه ،، والبلطجي مُديراً للأمن ،، وشاهد الزور قاضياً ،، والسارق أمين صندوق أو مُديراً للماليه !
في بلادي يُرقىّ العُملاء ويُسجن العُلماء ،، ويتسيد اللصوص والمُنافقون والدجّالون وخريجي السجون ،، ويُقصى الشُرفاء عن وظائفهم ويُهان العزيز ويّذل الكريم !
في الاردن يُعاقب المُجدْ والمُجتهد والمُخلص في عمله ـ وتُمنح المُكأفأت والعلاوات والمناصب والراتب الأعلى للغائبين والنائمين في بيوتهم والمُهملين لواجبهم الوظيفي والوطني !
في الاردن لا جدوى من المؤهلات والشهادات والكفاءات ـ فالوساطات والسُلالات هي الشهادة ـ وهي الطريق لنيل أعلى الدرجات والمناصب !
في الاردن فقط ـ يولد أبن السيد لواءاً ـ وأبن اللواء نقيباً ـ وابن السفير مُلحقاً ـ وابن الوزير آمين عام ـ وابن المُدير مُشرفاً ـ وابن المُشرف مسؤلاً عن الجبايات ـ وأبن الفقير خادماً أو حارساً على أبواب السيدات والساده !
في الاردن أصبح الفقرُ سيّد المكان ـ والجوع صاحب السُلطة والسُلطان ـ والمرض رفيق الأجساد والقلوب والصديق المُقرّب لكُل إنسان ،، فالرواتب تُسرق ـ والمُساعدات تُنهب
في الاردن يموت الأغنياء من التُخمه ـ ويموت المواطن على أرصفة الحاجه والجوع وفي طوابير الغاز والخبز ،، يذهب أبناء الأثرياء والمسؤلين إلى المدارس والجامعات ليحصدو أعلى الشهادات ـ ويُقذف بأبناء الفُقراء إلى الجبهات ليحصدو الفناء وينالو رضى السيّد وآل بيته !
في الاردن كُل شيءٍ ممنوع إلا السرقه ونهب أموال الناس ومُصادرت المُمتلكات والعُبوديه والظلم ،،
في الاردن حُرّم على المواطن الدواء والكهرباء والغذاء والسلام والأمان والحُريه ـ وأُحل لهُ الأكل من براميل القُمامة وبقايا موائد تجار الوطن وصنّاع الأزمات والقابضين على السُلطه !
في الاردن مازالت الأغنام والأبقار والحقول والمحصول والإنسان ملكاً للمعالي واصحاب العروش والكروش ـ إن شاء أعطى وإن شاء منع ،،
في الاردن كُل شيءٍ غاليٍ وباهض الثمن إلا الإنسان ـ بلا ثمن !
في بلادي فقط تُلقي الدمعةُ والرأي بصاحبها في غياهب السجون والمُعتقلات ،، وتمنح الفاسد والحرامي وسام الشجاعة والفروسيه !
في بلادي فقط ،، يعيشُ من يستحق الموت ،، ليموت على يديه من يستحقون الحياه