المعلم أحمد الحجايا.. أيقونة الرجولة ورمزا من رموز الفرادة والاصالة
جو 24 :
أحمد الحراسيس - هو الشعور ذاته الذي يتملك أحدنا عند فقدانه عزيزا؛ نؤمن أن خطأ ما قد حدث في نقل نبأ الوفاة.. وأن روح الفقيد ستعود إلى جسده.. وأن معجزة ما ستحدث.. لتمضي الساعات وتؤكد صحة ما كنا نخشاه.. ونواري الجسد بالتراب ونتقبل العزاء مستسلمين لقضاء الله وقدره..
رحل نقيب المعلمين الدكتور أحمد الحجايا إلى دار الحق إثر حادث سير مؤسف ومؤلم تعرض له، الجمعة، على الطريق الصحراوي تاركا وراءه إرثا عظيما بناه وراكمه خلال ٥٤ عاما قضاها في خدمة أمته ووطنه وأسمى مهنة عرفتها البشرية؛ مهنة التعليم..
لعلّ الحجايا من القلة القليلة جدا الذين نشهد لهم بأنهم لا ينطقون إلا بالحقّ، ولا يبطنون خلاف ما يظهرون، كيف لا وهو الذي تشرّب أصالة البادية الأردنية وتحلّى بأخلاق الدين الاسلامي الحنيف.
الحجايا، والذي ارتبطنا به في الاردن٢٤ بعلاقة مهنية وأخوية فريدة وخاصة، كان مثالا نموذجيا لما يجب أن يكون عليه الأردني؛ رجل صلب وعنيد في الحق لا يخشى لومة لائم، لا يهادن ولا يجامل إذا تعلق الأمر بباطل أبدا، طيب القلب لا يحمل حقدا ولا غلا على أحد ولا يكره إلا المفسدين، رجل متسامح متصالح يجمع ولا يفرّق، يتسامى على أخطاء الصغار ولا يلتفت إلا إلى هدفه..
صدمتنا برحيل الحجايا كبيرة، فلقد فقدنا رجلا صاحب فكر عظيم ورؤية ثاقبة ومشروع وطني استراتيجي، وارادة حديدية بصلابة جبال الطفيلة.. فقدنا رجلا لا يُباع ولا يُشترى.. رجلا نشهد أنه صدق ما عاهد الله عليه من اخلاص في خدمة الأردن والأردنيين ومن بعدهم المعلمين..