jo24_banner
jo24_banner

الحكومة والنقابة والنزول عن الشجرة

م. وائل محمود الهناندة
جو 24 :
 أخذت أزمة إضراب المعلمين في التفاقم بعد ما حصل يوم الخميس الماضي الخامس من الشهر الحالي عندما حاول المعلمون الوصول إلى الدوار الرابع لتنفيذ وقفة احتجاجية ولمدة ساعتين حسب ما أعلنته نقابة المعلمين من قبل ، ولكن كان للحكومة رأي آخر بان الاعتصام أو الوقفة غير مسموح بها على الدوار الرابع ولكن يسمح لهم بإقامة هذا الاعتصام في الساحة المقابلة لمجلس النواب وذلك بسبب أن الوقفة على الدوار الرابع تعيق سير الحياة في العامة في العاصمة على حد تعبير الحكومة ، النقابة بدورها رفضت بحجة أن مجلس النواب لا يملك الولاية لحل مشكلتهم أو تلبية مطلبهم في زيادة العلاوة 50% ولكن الحكومة هي صاحبة الولاية في هذا الموضوع .

تابعنا جميعا ما حصل يوم الخميس في عمان وسمعنا رواية النقابة من خلال المؤتمر الصحفي لنائب النقيب وبالمقابل الرواية الامنيه من خلال الإيجاز الأمني الذي قدمه ضباط الأمن العام وبغض النضر عن التفاصيل فلكل منهم حجته وبالنتيجة توافد هذه الأعداد الكبيرة نسبيا على العاصمة من الطبيعي أن يشهد تدافع ومشادات واحتكاكات هنا وهناك وحتى اعتقالات والتي حدثت بالفعل ولكن أوعز وزير الداخلية بالإفراج عنهم في مساء نفس اليوم .

الحكومة كانت واضحة منذ البداية بان الظرف الاقتصادي وعجز الموازنة بالذات لا يسمح للحكومة بتنفيذ مطلب النقابة بزيادة العلاوة 50% وأشارت إلى موضوع أو نظام مزاولة المهن التعليمية (المسار المهني والوظيفي ) الذي من شانه أن يرفع العلاوة إلى 250% ولكن رفضته النقابة لأنه يعتبر نظام حوافز ولا ينطبق على الجميع . لم نسمع عن حوار رسمي حدث بشكل مباشر بين الحكومة والنقابة إلا الاجتماع الذي حصل بين النقابة ومجموعه من الوزراء بمبادرة من مجلس النواب ولكنه لم يسفر عن أي نتائج ايجابيه أبدا .

بتقديري أن الإضراب الشامل بهذه الطريقة له تأثير سلبي على الطلبة وخاصة طلبة الثانوية العامة ولا أتحدث هنا عن حق دستوري أو غيره ولكن أتحدث بتجرد تام بان له اثر سلبي في ظل هذا التعنت من الطرفين والخاسر الأكبر هو الوطن إذا ما استمر هذا التعنت ، الحكومة عليها واجب تسيير أمور الدولة والمحافظة على مصالح مواطنيها ومنها التعليم هنا يجب على الحكومة أن تخترق هذا التعنت بطريقة خلاقة وهذا لا يعني تنازل بتقديري لكن هو واجب .
اقترح هنا أن تقوم الحكومة بتشكيل لجنة من وزير التربية ووزير المالية ووزير التخطيط ويطلب من النقابة تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص وليجلسوا من الصباح الباكر في جلسة نقاش وعصف وليبقوا طيلة النهار ولا بد أن يخرج بنتيجة أو وضع خارطة طريق للاتفاق بعيدا عن الإعلام وبعيدا عن ضغط الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي وليكن واضحا أمام الطرفين بان المنتصر الوحيد بالاتفاق هو الوطن وأمنه واستقراره ونظامه ، والله من وراء القصد

تابعو الأردن 24 على google news