jo24_banner
jo24_banner

متحدثون لـ الاردن24: تصريحات نتنياهو ليست دعاية.. موقف عقائدي يهدد السيادة الاردنية

متحدثون لـ الاردن24: تصريحات نتنياهو ليست دعاية.. موقف عقائدي يهدد السيادة الاردنية
جو 24 :
وائل عكور - أكد سياسيون ونقابيون خطورة التصريحات التي أصدرها رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، قبيل انطلاق الانتخابات الاسرائيلية التي بدأت اليوم، مشيرين إلى أن تلك التصريحات فيها تهديد واضح للسيادة الأردنية، وتستوجب ردّا أردنيا حاسما.

وقالوا لـ الاردن24 إن تصريحات نتنياهو تعبّر عن موقف يلقى قبولا ورواجا لدى الرأي العام الاسرائيلي، كما أنها تمثّل موقفا عقائديا لدى الصهاينة، مشددين على أهمية أن يتعامل الأردن الرسمي بحزم مع تلك التصريحات.

ليست دعاية انتخابية

أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أحمد سعيد نوفل، أن اعلان نتنياهو لم يكن لغايات الدعاية الانتخابية كما يُقال، بل إنه يلقى قبولاً لدى الرأي العام الاسرائيلي الذي يميل نحو اليمين المتطرف، كما أنه يؤشر على ضعف وهشاشة النظام الرسمي العربي والفلسطيني، ويؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد تحظى بالاهتمام كما كانت سابقا.

وقال نوفل إن نتنياهو مطمئن لدعم الادارة الأمريكية ممارساته، ويعرف أيضا أن الدول العربية لن تأخذ أي موقف جادّ تجاه ما صرح به، خاصة وهو يرى هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يُمارس سياسة تدمير مشروع الدولة الفلسطينية وزرع المستوطنات في كلّ مكان.

ولفت إلى أن خطوة نتنياهو تهدف لالغاء فكرة أن يكون هنالك أي تواصل جغرافي وسياسي بين الشعبين الأردني والفلسطيني.

واستهجن المحلل السياسي ردّ فعل السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية التي تظهر دائماً بموقف المتفاجئ من قرارات الكيان الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية، وكأن تلك الدول لا تعي أنها أمام مشروع استعماري توسعي منذ عام 1948، بحيث اصبحت معظم الاراضي الفلسطينية والجولان في قبضة المخطط الصهيوني الكبير، معتبراً ان ما تقوم به اسرائيل من تهديد هو ليس ضد الفلسطيينين فحسب انما هو تهديد للدول العربية.

الأردن قادر على حماية نفسه

وأكد نوفل ضرورة وجود موقف عربي يدعم الموقف الأردني والفلسطيني، حيث أن المواقف كلّها ما زالت في اطار التنديد والشجب كمن لا يستطيع أن يقول أو يفعل أكثر من هذا.

وأشار إلى أن الأردن يملك أوراقا يحمي بها نفسه وقضيته الأولى ومنها طرد السفير الاسرائيلي وسحب السفير الأردني لدى الكيان واتخاذ مواقف تكون اكثر جدية وصرامة تجاه اسرائيل، فقد آن الأوان لاتخاذ مواقف أكثر تطوراً وتقدمأ تجاه سياسة نتنياهو الرعناء وأن لا يجري التعامل مع ما يحدث الآن كما جرى في السابق.

وشدد نوفل على أن الموقف الاسرائيلي يعتبر موقفاً خطيراً جداً، فهو يهدد الأردن كما يهدد قيام الدولة الفلسطينية "التي أصبح الحديث عن قيامها وعاصمتها القدس لا قيمة له أمام توجهات رئيس الوزراء الأمريكي والاسرائيلي".

موقف عقائدي

وقال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور لبيب قمحاوي، إن الاحتلال الصهيوني ومنذ عام 1967 كان مهتمّا بوضوح بالاستحواذ على أراضي الأغوار وضمّها إلى سيادته، وذلك نظرا للأهمية الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية لها، كما أنه يرفض التنازل عنها تحت أي ظرف في حال عدم ضمها رسمياً.

ورأى أن تصريحات نتنياهو هي انعكاس لأهدافه الشاملة والموقف العقائدي الصهيوني، والحقيقة أن الأمر لن يقتصر على غور الأردن فحسب، بل كلّ الأراضي الفلسطينية وربما ما بعدها.

وقال قمحاوي لـ الاردن24 إن الردّ الأردني على تلك التصريحات كان ضعيفاً، وبدا أن هذا العدوان سيكون على سطح القمر وليس على حدود الأردن. مشيرا إلى أن تصريحات الحكومة الأردنية تمنح الكيان الصهيوني دفعة أخرى للسير بنواياه العدوانية، كما أنها تعكس حالة من الاستسلام للأمر الواقع.

وحذر من مغبة السماح للكيان الصهيوني بالتمكين على الأراضي الفلسطينية، حيث أن اليهود إذا ابتلعوا فلسطين وهضموها فإن أعينهم ستتجه بعد ذلك إلى خارج فلسطين من الدول المجاورة والجاهزة للهضم الاسرائيلي.

تهديد للسيادة الأردنية

وطالب رئيس مجلس النقباء، نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني، الحكومة برد حازم على تصريحات نتنياهو واجتماع حكومة العدو الصهيوني في غور الأردن وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار.

وقال الكيلاني لـ الاردن24 إن الخطوات التي أقدم عليها نتنياهو واليمين المتطرف مؤشر خطير وتحدّ علني للمملكة الأردنية، ولا يجب أن يُسمح بهذه التجاوزات.

وأكد أن تلك الخطوات تهدد السيادة الأردنية وهي بمثابة اعلان صريح لانهاء اتفاقية وادي عربة المشؤومة، ويجب أن يكون الرد مماثلا واعلان تجميد تلك الاتفاقية وعرضها على مجلس الأمة لالغائها.

قيمة استراتيجية

وأكد الخبير العسكري، اللواء المتقاعد الدكتور قاصد محمود، أن الطرح الذي تقدم به نتنياهو حول ضمّ أراضي غور الأردن ليس بالطرح الجديد، بل إنه من ثوابت اليمين المتطرف الاسرائيلي.

وأشار إلى أن القيمة الاستراتيجية لأراضي غور الأردن لا تقدّر بثمن ولا يمكن التخلي عنها أبدا، لما لها من أهمية على الصعيد العسكري كونها تشكل حوالى ثلث الضفة الغربية، ويقع معظمها على طول الجانب الشرقي من الأراضي القريبة من الحدود الأردنية، والسيطرة الإسرائيلية على عمق الضفة الغربية ينهي فعليا إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقال محمود لـ الاردن24 إن تصريحات نتنياهو تعتبر تجاوزاً على كل الاتفاقيات والمعاهدات، وتهدد الأمن الأردني أيضاً، وخاصة بعد تراجع الحالة العربية غير القادرة على ما قد يلجم ويوقف هذا الزحف الصهيوني.
 
تابعو الأردن 24 على google news