أمسية للشاعر محمد عريقات في الزرقاء
اتسمت قصائد الشاعر محمد عريقات التي قرأها في الامسية التي نظمتها جمعية الفن التشكيلي في الزرقاء مساء السبت ، بخلخلتها لصور الواقع وتحليقها في فضاءات التخيل لاثارة الاسئلة والتحفيز على البحث والتفكير.
واستهل عريقات الامسية التي ادارها كاظم الجغبير في قاعة الدكتور عبد النور حبايبة، بقراءة قصيدة بعنوان (انه الخريف) المحتشدة بالصور الشعرية المكثفة والمركبة للتعبير عن فداحة الحزن والخسارة على المستوى الفردي والجمعي، اعقبها بقصيدة (عند آخر ما لم تصله القصيدة) التي لا تبتعد عن نفس الحزن وتصوير قسوة الواقع وخلخلة المفاهيم المترسخة في الاذهان من اجل تحفيز المتلقي لشحذ الافكار وطرح الاسئلة.
كما قرأ عريقات قصيدة (القبهم بالسر اصدقائي) التي برع من خلال تراكيبها الشعرية في التعبير عن حياة الفقراء والمساكين ويرسم لوحة فنية رائعة لإبراز قيمة الحب والبساطة بعيدا عن تعقيدات المادة وتشعباتها وحسابات الحياة المدنية، بينما جاءت قصيدته التي حملت عنوان (يداي بلا قيد .. المعدن في دمي) للتعبير عن التناقضات المجتمعية وحالة التشظي والانكسار التي يعيشها الانسان المعاصر في المدينة.
وبين الناقد محمد المشايخ ان قصائد عريقات تفيض بالصور الشعرية المتدفقة بالجمال والعذوبة، حيث لا حدود للخيال الذي يستقي المفردات والتراكيب الملائمة للتعبير عن مضامين وحالات انسانية ومجتمعية غاية في الاهمية، فهي اشبه باللوحات الفنية الشاملة لكل الوان الجذب والجمال والامتاع .
يشار الى ان عريقات يعمل في الصحافة الثقافية، وله من المؤلفات الشعرية (حين امسك بالفرح ) و(هروبا من الشعر) و (ارمل السكينة) ،وحصلت المجموعة الاخيرة على المركز الاول في جائزة محمود درويش للشعراء الفلسطينيين التي منحتها لجنة القدس مدينة الثقافة العربية للعام 2009 .بترا