ماضي: نجاح أي حراك شعبي رهن بتماسك الوحدة الوطنية
عزيزة علي - قال أستاذ الفلسفة د. أحمد ماضي إن نجاح أي حراك شعبي واستمراريته "رهن بأن تكون الوحدة الوطنية صلبة ومتماسكة، حتى لا يمارس أي ضرب من ضروب التمييز بيين المواطنين كافة".
ورأى في الندوة التي نظمتها وزارة الثقافة ضمن برنامجها الشهري أول من أمس في المركز الثقافي الملكي بعنوان "الربيع العربي إلى أين"، أنَّ الحرص على النهوض بالمجتمع ينبغي أن يوحد الجميع، ويجمد التناقضات الرئيسية أو يخفف من حدتها، مع الالتفات إلى الأهداف الكبرى الموحدة لتكون ضمن الاولويات.
واعتبر ماضي في الندوة التي أدارها الزميل حازم الخالدي أن الثورات العربية كشفت أهمية تشكيل جبهة وطنية موحدة لتقوية النسيج الاجتماعي وجعله أكثر تماسكا ضمن رؤية واضحة لمعرفة ما يتم إنجازه في كل مجال من مجالات الحياة.
ويعتقد ماضي أن الكثير من المواطنين في الوطن العربي ينادون بالتغيير عن طريق مشاركتهم المسيرات والانخراط في الفعاليات والممارسات والمؤسسات الحزبية لتحقيق أهدافهم، مشيرا إلى ان التغيير إما أن يكون إلى الامام، أو إلى الوراء، تقدميا أو رجعيا.
ورأى المحاضر أنَّ التغيير المنشود يجب أن تكون فيه الرؤية واضحة، وأن ينقل المجتمع إلى أعلى ويحقق تقدما، مبينا أن ذلك يحتاج إلى نضوج ووعي من الجمهور والقائمين على عملية التغيير. وأكد على أهمية أن تكون للتغيير مرجعية أو رؤية تتسم بقدر كبير من الشمولية.
ووصف ماضي التغيير الذي حصل في الوطن العربي بأنه "غير مسبوق" من حيث السرعة ولم يكن ملحوظا من قبل الكثيرين، وأن ما حدث جاء نتيجة تراكمات أدت إلى أن يطفح الكيل وأفضت إلى نفاذ رأي الجماهير ولا سيما الشباب، مشيرا إلى أن الثورتين في تونس ومصر مهدتا الطريق لغيرهما من الثورات العربية.
وشدد المحاضر على الثورتين التونسية والمصرية باعتبارهما بداية الثورات العربية، مشيرا إلى أن الثورة التونسية أسهمت في التغيير وهي أشبه بانقلاب اطاح بالسلطة، بينما رأى أن الثورة التي حصلت في مصر كانت "ثورة بيضاء نقية".
وتابع "الثورة التي قام بها الشباب وخلع فيها الرئيس مبارك، هذا الحدث يعد تاريخيا فريدا في تاريخ مصر"، لافتا إلى أن أولئك الشباب لم يكن لديهم صورة واضحة بالمشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري أو ما ينبغي عليه أن يكون في المستقبل. وأحال ذلك إلى عدم الاسترشاد بمرجعية محددة المعالم وعدم الاعتماد على طليعة تقوم بقيادتهم وتوجيههم.
ورأى المحاضر أنه في المرحلة المقبلة ينبغي أن توحد جميع القوى السياسية في المجتمع، معتقدا انه ربما نحتاج الى دراسات وأبحاث حتى تتضح الرؤية الحقيقية لنتائج الربيع العربي، خاصة ان هناك تباينا في النظرة إلى التغيير فيما يجري في العالم العربي. واستعرض ماضي بعض الآراء للمفكرين والباحثين حول الربيع العربي، مبينا ما ذهب اليه الروائي الليبي ابراهيم الكوني بقوله "إن الربيع العربي لم يبدأ بعد، ويحتاج إلى مواقف اكثر جذرية وأن الثورات العربية لم تحقق أهدافها حتى الآن"، مؤكدا على أن الحل من أجل التغيير يجب ان يكون شاملا من خلال "التنمية الشاملة"."الغد"