استغلال مقيت
لا ندري لماذا ينساق البعض لخطاب طائفي غريب كلّ الغرابة عن مجتمعنا الأردني الذي لم يشهد منذ ما قبل تأسيس الإمارة مثل هذه النزعات المذهبيّة التي عانت منها دول الجوار، ودفعت ثمنها مجازر ومذابح ارتكبها أهل البلد الواحد ضد بعضهم البعض.
في البدء قام البعض بالاعتداء على مجمع البهرة السياحي وإشعال النار فيه، وقبل أن يتسنّى لنا تجاوز هذه الحادثة، برز الى المشهد خطاب تحريضي استغل حادثة اعتداء حرس السفير العراقي على مواطنين أردنيين للتحريض ضد الجالية العراقية في الأردن، فتمّ إحراق بيت مواطن عراقي في إربد، والاعتداء على عائلة عراقية في الزرقاء، وإحراق سيارة أستاذ جامعي عراقي في مؤتة، بل ووصل الأمر الى توجيه لغة العداء ضدّ الكنائس، في مشهد غريب ومقيت.
اعتداء حرس السفير العراقي هو بلا شك فعل مرفوض ومدان ولا ينبغي ان يمرّ دون محاسبة المعتدين، ولكن أن يتمّ استغلال هذه الحادثة للنفخ في اتون الطائفيّة الغريبة عن واقعنا وثقافتنا وتاريخنا الأردني، فهو أمر بالغ الخطورة ولا ندري من هي الأيدي الصفراء التي تدفع الأمور بهذا الاتجاه، في ظلّ تطوّرات إقليميّة خطيرة، تركت الباب مفتوحاً على كافّة الاحتمالات !!